1 00:00:09,000 --> 00:00:11,500 ‫انتهت الجلسة يا "داني". كيف حالك؟‬ 2 00:00:11,583 --> 00:00:13,750 ‫أنا بخير. أشعر بتحسّن في الواقع.‬ 3 00:00:13,833 --> 00:00:16,333 ‫هذا ما أودّ سماعه يا "داني".‬ ‫استجمع قواك وامض قُدمًا.‬ 4 00:00:16,416 --> 00:00:19,625 ‫- أجل، سأراك في الأسبوع المقبل. شكرًا.‬ ‫- سأراك في الأسبوع المقبل.‬ 5 00:00:22,958 --> 00:00:25,125 ‫لا تنس أن ترسل إليّ أتعابي يا "داني"!‬ 6 00:00:27,250 --> 00:00:28,666 ‫المال يا "داني"!‬ 7 00:00:28,750 --> 00:00:31,791 ‫"مركز (إيكو) للاستشارات النفسية"‬ 8 00:00:33,000 --> 00:00:39,074 Do you want subtitles for any video? -=[ ai.OpenSubtitles.com ]=- 9 00:01:03,166 --> 00:01:04,791 ‫"(داني روفيرا):‬ ‫الحياة تستحق كل هذا العناء"‬ 10 00:01:49,041 --> 00:01:50,875 ‫تعرّضت لفورة من الحظ العاثر مؤخرًا.‬ 11 00:01:52,958 --> 00:01:55,000 ‫شكرًا جزيلًا على مجيئكم اليوم.‬ 12 00:01:55,083 --> 00:01:57,875 ‫وأنتم محظوظون لأننا سنتحدث هنا اليوم‬ 13 00:01:57,958 --> 00:02:00,333 ‫عن الحزن.‬ 14 00:02:07,083 --> 00:02:09,291 ‫ستكون هناك بضعة اعترافات الليلة.‬ 15 00:02:09,375 --> 00:02:11,375 ‫أول اعتراف يجب أن أدلي به‬ 16 00:02:11,458 --> 00:02:14,625 ‫هو أنني على مدى الأعوام القليلة الماضية‬ 17 00:02:14,708 --> 00:02:18,500 ‫كنت أغازل الحزن بشغف واهتمام.‬ 18 00:02:18,583 --> 00:02:21,916 ‫وبعد كل تلك الأعوام، هل تعلّمت شيئًا؟ نعم.‬ 19 00:02:22,000 --> 00:02:23,166 ‫تعلّمت الكثير.‬ 20 00:02:23,250 --> 00:02:25,541 ‫تعلّمت أولًا أننا لا نحب الحزن.‬ 21 00:02:25,625 --> 00:02:28,541 ‫لا نحب أن نشعر به،‬ ‫ولا نحب رؤيته على وجوه الآخرين.‬ 22 00:02:28,625 --> 00:02:32,083 ‫ولا ندري كيف عسانا نتعامل معه.‬ ‫لا حزننا ولا أحزان الآخرين أيضًا.‬ 23 00:02:32,166 --> 00:02:33,375 ‫على مدى كل تلك الأعوام،‬ 24 00:02:33,458 --> 00:02:36,000 ‫هناك شخص واحد فقط‬ 25 00:02:36,083 --> 00:02:38,791 ‫أخبرني بشيء مفيد ظلّ عالقًا في ذاكرتي.‬ 26 00:02:38,875 --> 00:02:41,916 ‫أتذكّر عندما كنت أحتسي القهوة مع صديق‬ ‫في عصر أحد الأيام.‬ 27 00:02:42,000 --> 00:02:43,125 ‫وكنت حزينًا.‬ 28 00:02:43,208 --> 00:02:45,916 ‫بدأت أصارحه بمشاعري‬ ‫وأقول له إنني لم أعد أستطيع تحمّل هذا.‬ 29 00:02:46,000 --> 00:02:47,083 ‫ثم قال لي بغتةً…‬ 30 00:02:47,166 --> 00:02:50,958 ‫أشارككم كل هذه الخبرات الشخصية‬ ‫كي تستخدموها في حياتكم.‬ 31 00:02:51,041 --> 00:02:53,291 ‫قال لي صديقي فجأةً، "صديقي (داني).‬ 32 00:02:54,708 --> 00:02:55,750 ‫لا تحزن."‬ 33 00:02:59,291 --> 00:03:00,625 ‫ولم أتصل به منذ ذلك الحين.‬ 34 00:03:02,666 --> 00:03:03,791 ‫لا نحب الحزن‬ 35 00:03:03,875 --> 00:03:06,625 ‫ولا أي شعور كريه آخر بالتأكيد، صحيح؟‬ 36 00:03:06,708 --> 00:03:09,875 ‫لكن الحزن أسوأ قليلًا، لأنه يفضحنا.‬ 37 00:03:09,958 --> 00:03:12,000 ‫لأن الحزن عندما يشتدّ بنا،‬ 38 00:03:12,500 --> 00:03:14,416 ‫نجهش بالبكاء، ويفضح هذا مشاعرنا.‬ 39 00:03:14,500 --> 00:03:16,375 ‫ومن المعروف، إلى يومنا هذا،‬ 40 00:03:16,458 --> 00:03:22,041 ‫أن البكاء علنًا‬ ‫ما زال أمرًا محرمًا قليلًا، صحيح؟‬ 41 00:03:22,125 --> 00:03:24,041 ‫لأنه يُظهر مشاعركم الحساسة.‬ 42 00:03:24,125 --> 00:03:26,416 ‫ومن دون أن ندرك هذا حتّى،‬ 43 00:03:26,500 --> 00:03:30,083 ‫نحاول أن نقمعه لدى الأطفال، صحيح؟‬ 44 00:03:30,166 --> 00:03:32,333 ‫نوبّخ الطفل قائلين،‬ ‫"لا تبك. يجعلك هذا تبدو قبيحًا."‬ 45 00:03:32,416 --> 00:03:35,875 ‫إن سمعت أحدًا يقول هذه العبارة‬ ‫لطفل مجددًا، فسأركله في صدره.‬ 46 00:03:36,375 --> 00:03:37,375 ‫أعني الشخص الراشد.‬ 47 00:03:40,125 --> 00:03:41,416 ‫وبالنسبة إلى البكاء،‬ 48 00:03:41,500 --> 00:03:47,291 ‫حتّى الآن،‬ ‫ما زال يُعد أمرًا مرتبطًا بجنس الإنسان.‬ 49 00:03:47,375 --> 00:03:50,375 ‫هناك قول شهير موجود منذ أكثر من 500 عام.‬ 50 00:03:50,458 --> 00:03:52,291 ‫سمعه بعضكم على الأرجح.‬ 51 00:03:52,375 --> 00:03:56,083 ‫حدث ذلك عندما كان الملوك الكاثوليك‬ ‫يعيدون فتح "إسبانيا"،‬ 52 00:03:56,166 --> 00:04:00,333 ‫وكان آخر معقل حصين متبقّ هو مملكة "غرناطة".‬ 53 00:04:00,416 --> 00:04:01,833 ‫أتتذكرون ذلك؟‬ 54 00:04:01,916 --> 00:04:05,708 ‫كان الملك "أبو عبد الله" هناك مع حاشيته.‬ ‫وكانوا يخضعون لحصار منذ فترة طويلة.‬ 55 00:04:05,791 --> 00:04:08,291 ‫تحذير بحرق الأحداث.‬ ‫هذه قصة تاريخية، ونعلم نهايتها.‬ 56 00:04:09,208 --> 00:04:13,250 ‫لكن حانت تلك اللحظة عندما اضطُر‬ ‫"أبو عبد الله" إلى تسليم مفاتيح المدينة.‬ 57 00:04:13,333 --> 00:04:17,458 ‫لا بد أن تلك كانت واحدة من أقسى اللحظات‬ ‫التي واجهتها شخصية تاريخية على حدّ علمنا.‬ 58 00:04:17,541 --> 00:04:20,416 ‫وفي تلك اللحظة، أم "أبي عبد الله"،‬ 59 00:04:20,500 --> 00:04:23,125 ‫وليس أحد أصهار ابنة عم أختها…‬ 60 00:04:23,208 --> 00:04:26,333 ‫لا، بل كانت أم "أبي عبد الله"‬ ‫التي قالت له،‬ 61 00:04:27,666 --> 00:04:32,666 ‫"انتحب كامرأة حزنًا‬ ‫على ما عجزت عن الدفاع عنه كما يليق برجل."‬ 62 00:04:35,208 --> 00:04:36,208 ‫أستميحك عذرًا؟‬ 63 00:04:37,583 --> 00:04:39,458 ‫تبًا، كنت لا تكبتين مشاعرك مطلقًا‬ ‫يا أم "أبي عبد الله".‬ 64 00:04:42,208 --> 00:04:44,041 ‫الماضي مقدمة لما هو آت، صحيح؟‬ 65 00:04:45,291 --> 00:04:49,625 ‫نستطيع أن نقول يقينًا إننا شعرنا جميعًا‬ ‫بالحزن في مرحلة من حياتنا،‬ 66 00:04:49,708 --> 00:04:52,583 ‫بعضنا بشكل أعمق وبعضنا بكثرة.‬ 67 00:04:53,083 --> 00:04:57,208 ‫بدأت أفكر منذ فترة‬ ‫فيما إن كنت قد مررت بمرحلة في حياتي‬ 68 00:04:57,291 --> 00:05:00,583 ‫عندما تغلغل الحزن في كياني بقوة.‬ 69 00:05:00,666 --> 00:05:02,708 ‫على نحو لم أستطع تجاهله.‬ 70 00:05:02,791 --> 00:05:06,041 ‫وأجل، أظن أنه حانت لحظة بعينها‬ 71 00:05:06,541 --> 00:05:08,833 ‫قبل نحو 11 عامًا،‬ 72 00:05:09,666 --> 00:05:13,916 ‫في الفترة ذاتها‬ ‫عندما عُرض فيلم "علاقة إسبانية".‬ 73 00:05:14,000 --> 00:05:15,708 ‫أيبدو هذا الاسم مألوفًا لكم؟‬ 74 00:05:16,583 --> 00:05:19,958 ‫لم أكن قد شاركت في أي أعمال سينمائية قبلًا.‬ ‫ولا مرّة في حياتي.‬ 75 00:05:20,041 --> 00:05:22,666 ‫كنت أقدّم عروضًا فكاهية،‬ ‫كالعرض الذي تشاهدونه الآن،‬ 76 00:05:22,750 --> 00:05:25,916 ‫ومن حيث لا أدري،‬ ‫سنحت لي فرصة للمشاركة في ذلك الفيلم.‬ 77 00:05:26,000 --> 00:05:27,041 ‫وانتهزت الفرصة بالطبع.‬ 78 00:05:27,125 --> 00:05:29,875 ‫وبكل بساطة، بين ليلة وضحاها،‬ ‫صرت الممثل الرئيسي‬ 79 00:05:29,958 --> 00:05:32,416 ‫في أنجح فيلم على الإطلاق‬ ‫في تاريخ السينما الإسبانية.‬ 80 00:05:32,500 --> 00:05:35,875 ‫وفي ظل تدهور السينما الإسبانية،‬ ‫سأظل أحتفظ بهذا اللقب لبقية حياتي.‬ 81 00:05:35,958 --> 00:05:38,000 ‫لا أدري إن كان يجب أن أضحك أم أبكي،‬ 82 00:05:38,083 --> 00:05:40,041 ‫لكن الحقائق لا مفرّ منها.‬ 83 00:05:40,125 --> 00:05:44,041 ‫لا أدري كيف كنتم تعدّون ذلك الفيلم،‬ ‫ربما بصفته حدثًا ضخمًا.‬ 84 00:05:44,125 --> 00:05:47,625 ‫لكنني لا أدري إن كان أحدًا‬ ‫قد فكّر في ماهية تلك التجربة بالنسبة إليّ.‬ 85 00:05:47,708 --> 00:05:49,750 ‫كانت بضعة أشهر جنونية بالنسبة إليّ،‬ 86 00:05:49,833 --> 00:05:53,208 ‫عندما بدأت أمور مذهلة تحدث،‬ 87 00:05:53,291 --> 00:05:55,291 ‫ولم أدر قط كيف عساي أتعامل معها.‬ 88 00:05:55,375 --> 00:05:59,000 ‫تغيّر بي الحال من عدم تقديم أي فيلم مطلقًا‬ ‫إلى سيل مفاجئ‬ 89 00:05:59,083 --> 00:06:02,041 ‫من النصوص السينمائية والعروض‬ ‫التي أخذت تنهال عليّ من مخرجين ومنتجين.‬ 90 00:06:02,125 --> 00:06:03,416 ‫وقلت، "هذا جنون مطبق!"‬ 91 00:06:03,500 --> 00:06:04,875 ‫ثم عروض للمشاركة في أعمال مسرحية.‬ 92 00:06:04,958 --> 00:06:08,250 ‫كنت أقدّم مسرحيات بالفعل،‬ ‫لكن زاد الطلب عليّ بفارق ثلاثة أضعاف.‬ 93 00:06:08,333 --> 00:06:11,125 ‫"(داني)، تعال وقدّم عرضًا في (أليكانتي)!"‬ ‫"حسنًا!"‬ 94 00:06:11,208 --> 00:06:13,958 ‫"(داني)، تعال وقدّم عرضًا في (برشلونة)!"‬ ‫"حسنًا!"‬ 95 00:06:14,041 --> 00:06:15,583 ‫"(داني)، تعال وقدّم عرضًا في (مورسيا)!"‬ 96 00:06:15,666 --> 00:06:17,875 ‫"لماذا (مورسيا)؟"‬ ‫فأجاب، "أنت محقّ." ولم أذهب.‬ 97 00:06:22,416 --> 00:06:25,166 ‫إن لم أسخر من أهالي "مورسيا" قليلًا،‬ 98 00:06:25,250 --> 00:06:26,916 ‫فلن أشعر بسعادة، ولا هم أيضًا.‬ 99 00:06:27,500 --> 00:06:30,166 ‫أهناك أي شخص من "مورسيا" موجود معنا؟‬ ‫لا أحد يبالي.‬ 100 00:06:31,875 --> 00:06:34,041 ‫تعرفون كيفية تسويق الأسماء التجارية، صحيح؟‬ 101 00:06:34,125 --> 00:06:37,083 ‫يربطون شخصية شهيرة باسم تجاري معيّن…‬ 102 00:06:37,166 --> 00:06:40,000 ‫أجدى ذلك نفعًا معي. كنت في بيتي‬ ‫عندما شاهدت إعلانًا قدّمه شخص مشهور،‬ 103 00:06:40,083 --> 00:06:42,416 ‫فخرجت من منزلي لأشتري المنتج‬ ‫وأنا أرتدي ثيابي التحتية.‬ 104 00:06:42,500 --> 00:06:46,500 ‫لذا اتصل بي ممثلو أسماء تجارية بالطبع.‬ ‫"(داني)، اسمنا التجاري…‬ 105 00:06:46,583 --> 00:06:49,333 ‫نريد وضع وجهك على اسمنا التجاري،‬ ‫ونريد اسمنا التجاري على وجهك."‬ 106 00:06:49,416 --> 00:06:51,250 ‫فقلت لهم، "لا أفهم شيئًا."‬ 107 00:06:51,875 --> 00:06:54,500 ‫وبدأت أواعد نجمة الفيلم.‬ 108 00:06:54,583 --> 00:06:56,916 ‫كانت قصة حب جميلة ورائعة.‬ 109 00:06:57,000 --> 00:06:59,500 ‫من الناحية النظرية،‬ ‫من وجهة نظر شخص غريب، صحيح؟‬ 110 00:07:04,541 --> 00:07:07,958 ‫لا يمكنكم حتّى تخيّل ماهية ذلك بالنسبة إليّ.‬ 111 00:07:08,041 --> 00:07:09,791 ‫لكن بعد ثلاثة أو أربعة أشهر،‬ 112 00:07:10,291 --> 00:07:12,208 ‫صحوت من نومي ذات صباح…‬ 113 00:07:12,291 --> 00:07:14,125 ‫من دون سابق إنذار، صحوت من نومي،‬ 114 00:07:14,625 --> 00:07:18,958 ‫وأجهشت بالبكاء فجأةً،‬ ‫وأخذت أنتحب ودموعي تنهمر بغزارة.‬ 115 00:07:19,041 --> 00:07:21,750 ‫تمامًا كما تدخلون الحمام للتغوّط‬ ‫وأنتم تعانون إسهالًا.‬ 116 00:07:24,125 --> 00:07:26,291 ‫لم أستطع التوقّف، ولم أدر ما السبب.‬ 117 00:07:26,375 --> 00:07:29,291 ‫وفجأةً، قالت لي حبيبتي وقتها‬ 118 00:07:29,833 --> 00:07:32,083 ‫جملة منطقية من أفضل الجمل التي سمعتها.‬ 119 00:07:32,166 --> 00:07:34,583 ‫"لم لا تذهب إلى طبيب نفسي يا (داني)؟"‬ 120 00:07:35,083 --> 00:07:37,166 ‫فقلت لها، "حسنًا، بالتأكيد."‬ 121 00:07:37,666 --> 00:07:39,583 ‫هذا أمر عجيب عندما تفكرون فيه، صحيح؟‬ 122 00:07:39,666 --> 00:07:41,875 ‫هاتان العبارتان لا تتماشيان معًا أبدًا.‬ 123 00:07:41,958 --> 00:07:45,041 ‫"لم لا تجرّب العلاج النفسي؟"‬ ‫فيجيب الآخر قائلًا، "بالطبع." لا.‬ 124 00:07:45,125 --> 00:07:48,000 ‫ما يحدث عادةً هو،‬ ‫"لم لا تجرّب العلاج النفسي؟"‬ 125 00:07:48,083 --> 00:07:49,125 ‫"العلاج النفسي؟‬ 126 00:07:49,625 --> 00:07:52,333 ‫ماذا؟ طبيب نفسي؟‬ ‫مستشفى المجانين؟ أتظنني مخبولًا؟"‬ 127 00:07:52,416 --> 00:07:53,916 ‫فأقول، "لا، لست أقول هذا.‬ 128 00:07:54,000 --> 00:07:56,166 ‫هل أنا مجنون؟"‬ ‫فيقولون، "لا يا (داني)، لست مجنونًا."‬ 129 00:07:56,250 --> 00:07:59,041 ‫فأقول، "لأنني أتردد على طبيب نفسي‬ ‫منذ 11 عامًا يا صديقي."‬ 130 00:07:59,125 --> 00:08:01,041 ‫ودعوني أخبركم بشيء.‬ 131 00:08:01,125 --> 00:08:05,791 ‫مللت الذهاب إلى طبيب نفسي بسبب الناس‬ ‫الذين لا يذهبون إلى أطباء نفسيين.‬ 132 00:08:05,875 --> 00:08:06,750 ‫هذا رأيي فحسب.‬ 133 00:08:09,208 --> 00:08:10,041 ‫هذا رأيي.‬ 134 00:08:16,958 --> 00:08:19,041 ‫إن كنتم ترفضون بشدة الذهاب إلى طبيب نفسي،‬ 135 00:08:19,125 --> 00:08:22,833 ‫فادفعوا نفقات علاجنا النفسي على الأقل‬ ‫لأننا نحلّ مشكلاتنا ومشكلاتكم النفسية.‬ 136 00:08:24,208 --> 00:08:26,083 ‫على أي حال، رشح لي أحدهم طبيبًا نفسيًا،‬ 137 00:08:26,166 --> 00:08:28,166 ‫الطبيب ذاته الذي أتردد عليه منذ 11 عامًا.‬ 138 00:08:28,250 --> 00:08:30,500 ‫ما زلت أقابله. اسمه "سالفادور".‬ 139 00:08:33,791 --> 00:08:38,125 ‫لم أكن قد جرّبت العلاج النفسي قبلًا،‬ ‫ثم وجدت نفسي فجأةً في هذه الغرفة‬ 140 00:08:38,208 --> 00:08:41,208 ‫مع رجل عطوف الوجه جدًا، يجلس على مقعد وثير،‬ 141 00:08:41,291 --> 00:08:42,666 ‫وهناك مقعد مشابه أمامه.‬ 142 00:08:42,750 --> 00:08:47,250 ‫جلست على المقعد، وبادرني قائلًا،‬ ‫"أخبرني بسبب مجيئك إلى هنا يا (داني)."‬ 143 00:08:47,333 --> 00:08:49,166 ‫لم أدر ما عساي أقول في بادئ الأمر.‬ 144 00:08:49,250 --> 00:08:52,875 ‫لكنني بدأت أنفتح معه وأتكلم بلا انقطاع.‬ 145 00:08:52,958 --> 00:08:55,583 ‫أخذت أتكلم لساعة كاملة،‬ ‫وهذا ليس معتادًا بالنسبة إليّ.‬ 146 00:08:57,583 --> 00:09:00,000 ‫وبعد أن انقضت الساعة،‬ ‫استوقفني الطبيب قائلًا،‬ 147 00:09:00,083 --> 00:09:03,708 ‫"اسمع يا (داني)، أستشعر منك حزنًا عميقًا."‬ 148 00:09:04,541 --> 00:09:07,125 ‫فقلت مندهشًا، "سحقًا! حزن؟"‬ ‫لم أكن قد فكرت في هذا.‬ 149 00:09:07,208 --> 00:09:11,125 ‫كنت أرجّح أنني أعاني إحباطًا‬ ‫أو ضغطًا نفسيًا أو توترًا.‬ 150 00:09:11,208 --> 00:09:15,083 ‫لكن ليس الحزن. سألته، "لم أعاني حزنًا؟"‬ ‫"لأنك تمرّ بأمرين في حياتك يا (داني).‬ 151 00:09:15,166 --> 00:09:17,708 ‫أولًا، أنت في حالة حداد.‬ 152 00:09:18,416 --> 00:09:21,375 ‫وثانيًا، لا تدري أنك في حالة حداد."‬ 153 00:09:21,458 --> 00:09:23,375 ‫قلت له، "لكن لم يمت أي من معارفي."‬ 154 00:09:23,458 --> 00:09:25,875 ‫فأجاب، "لا، قد لا يكون هذا‬ ‫موتًا بالمعنى الحرفي.‬ 155 00:09:25,958 --> 00:09:29,333 ‫قد يكون موتًا مجازيًا لشيء في حياتك."‬ 156 00:09:29,416 --> 00:09:31,833 ‫وبدأت فجأةً أفهم أشياء كثيرة.‬ 157 00:09:31,916 --> 00:09:35,000 ‫على سبيل المثال، لا ندرك قيمة أشياء معيّنة‬ 158 00:09:35,083 --> 00:09:36,458 ‫لأننا نمتلكها بالفعل.‬ 159 00:09:36,541 --> 00:09:38,958 ‫لا نفتقدها إلا بعد أن نخسرها.‬ 160 00:09:39,041 --> 00:09:42,083 ‫على سبيل المثال، أعلم أن أغلبكم لديه شيء‬ 161 00:09:42,625 --> 00:09:45,916 ‫لا يدرك وجوده، لأن لا أحد أخذه منه قبلًا.‬ 162 00:09:46,416 --> 00:09:49,041 ‫كالذراعين. هذا مثال جليّ جدًا، صحيح؟‬ 163 00:09:49,125 --> 00:09:52,208 ‫لا تستيقظون كل صباح وتقولون، "حمدًا للرب.‬ 164 00:09:53,250 --> 00:09:56,541 ‫هذا يوم ثلاثاء جديد وما زلت أحتفظ بذراعيّ."‬ ‫لا، لأن ذراعيك موجودتان.‬ 165 00:09:57,041 --> 00:10:01,083 ‫لكنني أتحدّث عن شيء مبهم نوعًا ما،‬ ‫وهو كونكم مجهولين.‬ 166 00:10:01,583 --> 00:10:04,916 ‫لا تدركون قيمة هذا الأمر‬ ‫إلا بعد أن تفقدوه.‬ 167 00:10:05,000 --> 00:10:07,333 ‫أدركت هذا الأمر عندما بدأت ألاحظ‬ 168 00:10:07,416 --> 00:10:10,291 ‫أنني لم أعد أستطيع فعل أنشطة يومية معيّنة،‬ 169 00:10:10,375 --> 00:10:12,750 ‫كأخذ أولاد أخي من المدرسة‬ 170 00:10:12,833 --> 00:10:16,083 ‫أو شراء شطيرة وزجاجة جعّة‬ ‫والذهاب إلى شاطئ "مالقة"‬ 171 00:10:16,166 --> 00:10:19,958 ‫ومعي كتاب والجلوس أسفل مظلة‬ ‫من دون أن يزعجني أحد.‬ 172 00:10:20,041 --> 00:10:21,583 ‫ضاع كل هذا الآن. انتهى تمامًا.‬ 173 00:10:21,666 --> 00:10:24,750 ‫يجب أن تفهموا أن في تلك الآونة،‬ ‫عندما كنت أغادر منزلي،‬ 174 00:10:24,833 --> 00:10:26,291 ‫كنت أشبه بلعبة "بوكيمون" نادرة.‬ 175 00:10:28,375 --> 00:10:30,416 ‫كانت فترة جنونية. مرّت 11 عامًا.‬ 176 00:10:30,500 --> 00:10:32,833 ‫وقد تسألونني، "كيف حالك يا (داني)؟"‬ 177 00:10:32,916 --> 00:10:34,500 ‫سأجيب قائلًا، "أفضل حالًا."‬ 178 00:10:36,125 --> 00:10:37,875 ‫لست "بخير"، بل "أفضل حالًا".‬ 179 00:10:37,958 --> 00:10:40,208 ‫أولًا، لأن 11 عامًا مضت،‬ 180 00:10:40,291 --> 00:10:44,708 ‫وبمرور الوقت، يكتسب المرء خبرات وسبلًا‬ ‫كي يتعامل مع ما تبتليه الحياة به أيًا يكن.‬ 181 00:10:44,791 --> 00:10:47,666 ‫وخبت أضواء الشهرة،‬ ‫ولم أعد أحظى برواج كسابق عهدي.‬ 182 00:10:47,750 --> 00:10:49,500 ‫وأنا في غاية الامتنان لهذا.‬ 183 00:10:49,583 --> 00:10:53,375 ‫وصرت أقضي أيضًا أوقاتًا كثيرة‬ ‫في البيت حاليًا، لن أكذب عليكم.‬ 184 00:10:55,500 --> 00:10:58,666 ‫سأخبركم الليلة ببعض الوسائل والأدوات‬ 185 00:10:58,750 --> 00:11:01,250 ‫التي ساعدتني على اجتياز فترة عصيبة.‬ 186 00:11:01,333 --> 00:11:03,291 ‫وسأسدي إليكم نصائح أيضًا. أحب إسداء النصح.‬ 187 00:11:03,375 --> 00:11:04,291 ‫البعض يكرهون هذا.‬ 188 00:11:04,375 --> 00:11:06,750 ‫"الناس الذين يسدون النصح…"‬ ‫لا تنفّذوا نصائحهم إذًا.‬ 189 00:11:06,833 --> 00:11:09,916 ‫دعوني أسدي إليكم نصيحة،‬ ‫هذه أول نصيحة اليوم.‬ 190 00:11:10,000 --> 00:11:13,375 ‫إن كنتم تتمشون في الشارع‬ ‫ورأيتم شخصًا يحظى بإعجابكم،‬ 191 00:11:13,458 --> 00:11:15,583 ‫وأعني إعجابًا حقيقيًا،‬ 192 00:11:15,666 --> 00:11:19,291 ‫وليس إعجابًا زائفًا لمجرد أن تلتقطوا صورة‬ ‫كي تُثبتوا فحولتكم على الإنترنت،‬ 193 00:11:19,375 --> 00:11:22,166 ‫كأنكم لا يهمّكم إن كان سياسيًا يمينيًا‬ ‫أم ممثلًا محبوبًا.‬ 194 00:11:22,250 --> 00:11:24,666 ‫لا، أعني إعجابًا حقيقيًا.‬ 195 00:11:24,750 --> 00:11:26,875 ‫إن رأيتم شخصًا كهذا في الشارع،‬ 196 00:11:26,958 --> 00:11:28,000 ‫فنصيحتي‬ 197 00:11:29,416 --> 00:11:30,416 ‫هي أن تدعوه وشأنه.‬ 198 00:11:31,666 --> 00:11:32,625 ‫دعوه وشأنه.‬ 199 00:11:32,708 --> 00:11:35,291 ‫راقبوه من بُعد فحسب، كأنكم في رحلة سافاري.‬ 200 00:11:35,375 --> 00:11:37,125 ‫شاهدوا بيئته المعيشية وما يفعله.‬ 201 00:11:39,500 --> 00:11:41,000 ‫لكن دعوه وشأنه… لا…‬ 202 00:11:41,500 --> 00:11:44,333 ‫لأنكم لا تعلمون وجهة ذلك الشخص‬ 203 00:11:44,416 --> 00:11:47,250 ‫ولا من أين أتى ولا ظروفه.‬ 204 00:11:47,333 --> 00:11:51,250 ‫لكن إن كانت لا تزال تراودكم‬ ‫تلك الرغبة الملحّة‬ 205 00:11:51,750 --> 00:11:53,666 ‫في التفاعل مع ذلك الشخص،‬ 206 00:11:53,750 --> 00:11:55,083 ‫فهاكم نصيحة أخرى بسيطة.‬ 207 00:11:55,166 --> 00:11:58,875 ‫أولًا، فكروا جيدًا‬ ‫فيما ستقولونه أو ستفعلونه.‬ 208 00:11:59,416 --> 00:12:00,833 ‫ثم مرحلة التنفيذ.‬ 209 00:12:02,041 --> 00:12:03,875 ‫أعنى التحدث إليه، وليس اغتياله.‬ 210 00:12:06,791 --> 00:12:10,291 ‫حدثت أشياء كثيرة على مرّ الأعوام،‬ ‫وحدث بعضها أكثر من مرّة.‬ 211 00:12:10,375 --> 00:12:12,458 ‫سأقصّ عليكم بضعة مواقف كي نضحك قليلًا،‬ 212 00:12:12,541 --> 00:12:14,208 ‫لكن هناك موقفًا تقليديًا جدًا.‬ 213 00:12:14,291 --> 00:12:16,708 ‫كأن يقترب منك شخص ويبادرك قائلًا،‬ 214 00:12:16,791 --> 00:12:21,208 ‫"أنت (داني روفيرا)، يا للروعة!‬ ‫أنت من أشدّ المعجبين بي يا رجل!"‬ 215 00:12:21,291 --> 00:12:22,708 ‫كما تشاء يا عزيزي.‬ 216 00:12:25,000 --> 00:12:26,458 ‫أو شيء مشابه،‬ 217 00:12:26,541 --> 00:12:29,291 ‫"أنت (داني روفيرا)، يا للروعة!‬ ‫أنا مثلك الأعلى!"‬ 218 00:12:29,375 --> 00:12:33,458 ‫فأجيبه قائلًا، "أجل، بالتأكيد.‬ ‫جدران غرفة نومي مليئة بصورك يا رجل."‬ 219 00:12:34,625 --> 00:12:37,458 ‫"معجب" و"مثل أعلى" ليسا أمرين متشابهين،‬ ‫لكنهما ليسا متضادين.‬ 220 00:12:37,541 --> 00:12:41,958 ‫لكنني أتفهّم أمرًا كهذا. قد تختلط عليكم‬ ‫الكلمات، لا سيّما إن كنتم متوترين.‬ 221 00:12:42,041 --> 00:12:43,833 ‫هذا يحدث لي طوال الوقت.‬ 222 00:12:43,916 --> 00:12:46,541 ‫أخلط أحيانًا بين كلمتي "نفق" و"جسر".‬ 223 00:12:47,833 --> 00:12:51,416 ‫أعلم جيدًا ماهية النفق وماهية الجسر.‬ 224 00:12:52,291 --> 00:12:55,416 ‫لكنني أخلط بينهما أحيانًا‬ ‫عندما أتحدّث. يجب أن…‬ 225 00:12:56,041 --> 00:12:59,083 ‫سألت أخي ذات مرّة، "هل كان النفق مؤلمًا‬ ‫في عيادة طبيب الأسنان؟"‬ 226 00:12:59,166 --> 00:13:00,625 ‫فسألني، "أي نفق أيها الأبله؟"‬ 227 00:13:02,666 --> 00:13:05,541 ‫والأمر ذاته مع "حقيبة ظهر" و"حقيبة سفر"،‬ ‫و"قميص" و"قميص بأزرار".‬ 228 00:13:05,625 --> 00:13:08,375 ‫وعندما أتحدّث الإنكليزية،‬ ‫تختلط عليّ بعض الكلمات دائمًا.‬ 229 00:13:08,458 --> 00:13:10,750 ‫لا أتحدّث الإنكليزية،‬ ‫لكن يمكنني أن أتصنّع هذا قليلًا.‬ 230 00:13:10,833 --> 00:13:13,625 ‫لكن هناك كلمتين تلفتان انتباهي دومًا‬ ‫وتجعلانني أفكر مليًا.‬ 231 00:13:13,708 --> 00:13:16,833 ‫وهما كلمتا "بعد" و"قبل".‬ 232 00:13:18,833 --> 00:13:20,750 ‫لأن "بعد" تبدو لنا هكذا…‬ 233 00:13:20,833 --> 00:13:23,750 ‫"متى حدث ذلك؟" "كان (بعد) أمس."‬ 234 00:13:24,916 --> 00:13:28,541 ‫وكلمة "قبل" توحي بأنه أمر يمكن تأجيله.‬ ‫"متى سنفعل هذا؟" "هذا من (قبل)."‬ 235 00:13:28,625 --> 00:13:31,541 ‫صدّقوني، أشعر بأنهم يقولون كلامًا خطأ.‬ 236 00:13:39,916 --> 00:13:43,333 ‫وهناك أناس يخلطون بين…‬ ‫لكل شخص أسبابه الخاصة.‬ 237 00:13:43,416 --> 00:13:46,083 ‫"أخلط أحيانًا بين كلمتي (عضو ذكري)‬ ‫و(غواكامولي) بالإسبانية."‬ 238 00:13:51,958 --> 00:13:53,166 ‫هذا رائع يا "ناتشو".‬ 239 00:13:56,625 --> 00:13:57,458 ‫على أي حال…‬ 240 00:14:03,583 --> 00:14:07,583 ‫عندما يراني الناس في الشارع عادةً‬ ‫ويتحدثون إليّ،‬ 241 00:14:07,666 --> 00:14:09,500 ‫أُشعرهم بخيبة أمل غالبًا.‬ 242 00:14:09,583 --> 00:14:12,000 ‫إن كان الأمر مجرد تفاعل سريع، أخيّب آمالهم.‬ 243 00:14:12,083 --> 00:14:13,625 ‫من دون سبب محدد.‬ 244 00:14:13,708 --> 00:14:16,166 ‫وهناك أناس كثيرون يغادرون عقب ذلك التفاعل‬ 245 00:14:16,250 --> 00:14:17,625 ‫وهم يرجّحون أحد الاحتمالين.‬ 246 00:14:17,708 --> 00:14:19,708 ‫إما إنني وقح،‬ 247 00:14:20,541 --> 00:14:22,541 ‫وإما إنني خجول جدًا.‬ 248 00:14:24,500 --> 00:14:25,708 ‫لست شخصًا خجولًا.‬ 249 00:14:27,958 --> 00:14:29,083 ‫أنا كتوم فحسب.‬ 250 00:14:29,166 --> 00:14:31,916 ‫يراني الناس في الشارع أعتمر قبعة دائمًا،‬ 251 00:14:32,000 --> 00:14:34,125 ‫ولا أتدخّل فيما لا يعنيني‬ ‫وأرتدي سماعتي أذن،‬ 252 00:14:34,208 --> 00:14:35,416 ‫وأمشي خافضًا رأسي.‬ 253 00:14:35,500 --> 00:14:38,541 ‫إن تركتموني وشأني، فسأفعل المثل.‬ 254 00:14:38,625 --> 00:14:40,916 ‫هذا أمر لا… أنا لست…‬ 255 00:14:41,000 --> 00:14:43,708 ‫صادفت موقفًا مشابهًا‬ ‫عندما كنت أقدّم عرضًا في "برغش".‬ 256 00:14:43,791 --> 00:14:45,416 ‫"برغش"، المدينة التي لا تنام أبدًا.‬ 257 00:14:45,500 --> 00:14:47,583 ‫الشوارع تخلو من المارة الساعة الـ4 عصرًا.‬ 258 00:14:48,875 --> 00:14:50,333 ‫قلت لنفسي، "هذا رائع."‬ 259 00:14:50,416 --> 00:14:53,166 ‫ثم فُوجئت برجل يصيح من على الرصيف المقابل،‬ 260 00:14:53,250 --> 00:14:54,791 ‫"هذا رجل مشهور!"‬ 261 00:14:54,875 --> 00:14:56,208 ‫فقلت، "حقًا؟‬ 262 00:14:57,375 --> 00:14:59,833 ‫إن كنت ستفضحني أمام الجميع،‬ ‫فكن محددًا على الأقل.‬ 263 00:14:59,916 --> 00:15:00,791 ‫رجل مشهور.‬ 264 00:15:00,875 --> 00:15:03,583 ‫أنا واثق بأنك رجل مشهور أيضًا‬ ‫في غرفة معيشتك."‬ 265 00:15:11,500 --> 00:15:15,250 ‫لا أدري،‬ ‫يمكنك أن تقول على الأقل، "مساء الخير."‬ 266 00:15:15,333 --> 00:15:17,625 ‫قُل، "مرحبًا، كيف حالك؟"‬ ‫أو استخدم فعلًا على الأقل.‬ 267 00:15:17,708 --> 00:15:19,166 ‫يقول لي أناس، "(داني)، صورة!"‬ 268 00:15:19,250 --> 00:15:22,541 ‫أشعر كأنهم يقولون، "انتبه يا (داني)!"‬ ‫كأنهم يرشقونني بشيء ما.‬ 269 00:15:22,625 --> 00:15:23,708 ‫بحقك يا رجل. اسمع…‬ 270 00:15:25,708 --> 00:15:27,708 ‫أتذكّر عندما كنت داخل مصعد ذات مرّة.‬ 271 00:15:27,791 --> 00:15:29,250 ‫أظن أنني كنت في فندق وقتها.‬ 272 00:15:29,333 --> 00:15:31,708 ‫ضغطت الزر كي أصعد إلى طابق مرتفع،‬ 273 00:15:31,791 --> 00:15:34,375 ‫وبدأ باب المصعد يُغلق، ثم رأيت شخصًا يقترب.‬ 274 00:15:34,458 --> 00:15:36,791 ‫في تلك اللحظة،‬ ‫تتظاهر بأنك تحاول فتح الباب مجددًا.‬ 275 00:15:36,875 --> 00:15:38,333 ‫لكنك لا تريده أن يدخل.‬ 276 00:15:42,000 --> 00:15:43,625 ‫تفعل هذا، "أجل، مهلًا…"‬ 277 00:15:43,708 --> 00:15:46,041 ‫لكنك لا تضغط على أي أزرار في الواقع.‬ 278 00:15:46,125 --> 00:15:47,166 ‫ما هذا؟‬ 279 00:15:48,333 --> 00:15:50,333 ‫هذه مجرد حركة مصطنعة. هذه…‬ 280 00:15:52,375 --> 00:15:54,750 ‫حتّى إن كانت أمًا مسنّة‬ ‫على مقعد مدولب. "(داني)…"‬ 281 00:15:54,833 --> 00:15:57,875 ‫فأقول، "أجل يا أمي." ثم يُغلق الباب‬ ‫وأقول، "تبًا لك أيتها السافلة."‬ 282 00:15:57,958 --> 00:15:59,416 ‫ما خطبك؟ لا نريد هذا.‬ 283 00:16:00,041 --> 00:16:01,000 ‫هذه شيمتنا.‬ 284 00:16:03,750 --> 00:16:06,208 ‫لا أدري. نحب أن نكون بمفردنا في المصعد.‬ 285 00:16:06,291 --> 00:16:09,666 ‫ربما كي أتطّلع إلى المرآة أو آخذ صورة‬ ‫أو أحكّ خصيتيّ، أيًا يكن السبب.‬ 286 00:16:09,750 --> 00:16:12,875 ‫على أي حال، دخل المصعد رجل لحيته بيضاء،‬ 287 00:16:12,958 --> 00:16:16,791 ‫وشعره أبيض ويرتدي ثيابًا فضفاضة.‬ ‫كان يبدو روحانيًا ومسالمًا جدًا.‬ 288 00:16:16,875 --> 00:16:18,375 ‫فتساءلت، "من هذا الرجل يا تُرى؟"‬ 289 00:16:18,875 --> 00:16:20,291 ‫ضغط على الزر.‬ 290 00:16:20,375 --> 00:16:23,291 ‫ووقفنا داخل المصعد في صمت محرج.‬ 291 00:16:23,375 --> 00:16:25,833 ‫ثم قال لي، "عفوًا، أيمكنني أن أسألك سؤالًا؟"‬ 292 00:16:25,916 --> 00:16:28,958 ‫ففكرت، "لقد سألتني بالفعل،‬ ‫لذا سيكون سؤالك التالي هو الثاني."‬ 293 00:16:30,250 --> 00:16:31,625 ‫أجبته قائلًا، "نعم، بالتأكيد."‬ 294 00:16:31,708 --> 00:16:33,708 ‫حدّق إليّ،‬ 295 00:16:35,166 --> 00:16:36,208 ‫وفعل هذا…‬ 296 00:16:45,875 --> 00:16:46,875 ‫"أهذا أنت؟"‬ 297 00:16:54,333 --> 00:16:56,958 ‫تبًا، قالها بجدّية شديدة،‬ ‫لذا لم أكن متأكدًا من أنه أنا.‬ 298 00:16:58,083 --> 00:16:59,458 ‫نظرت إلى صورتي في المرآة.‬ 299 00:16:59,541 --> 00:17:02,250 ‫"هل أرتدي بذلة (الرجل العنكبوت)‬ ‫أو ما شابه؟"‬ 300 00:17:02,791 --> 00:17:04,458 ‫سألني ذلك اللعين، "أهذا أنت؟"‬ 301 00:17:05,250 --> 00:17:07,166 ‫ذكّرني ذلك بمقابلة مع فرقة "إيستوبا".‬ 302 00:17:07,250 --> 00:17:10,166 ‫قال أحدهما إنه كان يتمشى،‬ ‫عندما سأله شخص في الشارع،‬ 303 00:17:10,250 --> 00:17:12,166 ‫"مرحبًا، أهذا أنت أم شقيقك؟"‬ 304 00:17:14,750 --> 00:17:16,125 ‫هذا خبال مطلق.‬ 305 00:17:24,958 --> 00:17:28,333 ‫منذ فترة جائحة "كوفيد" وحتّى الآن…‬ 306 00:17:28,416 --> 00:17:30,500 ‫لا تقلقوا، ستكون هذه أول وآخر مرّة‬ 307 00:17:30,583 --> 00:17:35,041 ‫أتحدّث عن ذلك الحدث العالمي‬ ‫الذي قلب حيواتنا رأسًا على عقب‬ 308 00:17:35,125 --> 00:17:39,250 ‫وترك نفوس الجميع مُثقلة بعُقد نفسية،‬ 309 00:17:39,333 --> 00:17:41,375 ‫بعضهم أكثر من آخرين.‬ 310 00:17:41,458 --> 00:17:45,500 ‫في حالتي، نفسي مُثقلة بعُقد‬ ‫أشبه بوحوش أسطورية منذ تلك الجائحة.‬ 311 00:17:45,583 --> 00:17:49,958 ‫تكبدت قدرًا لا بأس به من الخسائر‬ ‫كانت أكثر من اللازم بصراحة.‬ 312 00:17:50,041 --> 00:17:54,250 ‫فاق بعضها قدرتي على التحمّل،‬ ‫لكنها كانت خسائر في نهاية المطاف.‬ 313 00:17:55,000 --> 00:18:00,541 ‫لذا أودّ أن أحدّثكم عن خسارتين‬ ‫ابتُليت بهما على مرّ الأعوام‬ 314 00:18:00,625 --> 00:18:02,833 ‫وكان أثرهما قاسيًا جدًا عليّ،‬ 315 00:18:02,916 --> 00:18:05,125 ‫وهما وفاة صديقين رائعين،‬ 316 00:18:05,208 --> 00:18:08,291 ‫كانا بمنزلة فردين من عائلتي،‬ 317 00:18:08,375 --> 00:18:09,958 ‫كانا رفيقي حياتي،‬ 318 00:18:10,041 --> 00:18:12,958 ‫وهما كلباي "بويو" و"كارابابا".‬ 319 00:18:13,041 --> 00:18:17,541 ‫وتُوفي أحدهما‬ ‫بعد الآخر بثمانية أشهر تقريبًا.‬ 320 00:18:17,625 --> 00:18:20,666 ‫كنت لا أزال أتعافى من صدمة وفاة الأول‬ ‫عندما تُوفي الثاني.‬ 321 00:18:20,750 --> 00:18:21,875 ‫كانت صدمة مروّعة.‬ 322 00:18:21,958 --> 00:18:22,833 ‫بكيت.‬ 323 00:18:23,333 --> 00:18:24,250 ‫أخذت أبكي…‬ 324 00:18:25,041 --> 00:18:26,708 ‫أخذت أنتحب كامرأة‬ 325 00:18:28,500 --> 00:18:31,125 ‫حزنًا على ما لم أستطع الدفاع عنه‬ ‫كما يليق بطبيب بيطري.‬ 326 00:18:32,833 --> 00:18:36,291 ‫لكنه كان بكاءً من النوع الذي جعلني أقول،‬ 327 00:18:36,375 --> 00:18:39,208 ‫"سحقًا، لم أبك على هذا النحو قبلًا."‬ 328 00:18:39,291 --> 00:18:42,708 ‫وتعرفون شيمتي.‬ ‫أحب تسمية الأشياء بأسماء معيّنة.‬ 329 00:18:42,791 --> 00:18:47,500 ‫كان بكاءً ذا طابع فريد من نوعه‬ ‫جعلني أسمّيه "بكاءً نظيفًا".‬ 330 00:18:48,166 --> 00:18:49,958 ‫"بكاء نظيف". شعرت بآلام نفسية.‬ 331 00:18:50,041 --> 00:18:53,250 ‫افتقدتهما وشعرت بحزن.‬ ‫وانتابني حتّى بكاء أشبه بالفواق هكذا…‬ 332 00:18:53,333 --> 00:18:56,041 ‫كل هذا، لكنني شعرت بأنه بكاء نظيف.‬ ‫أتدرون ما السبب؟‬ 333 00:18:57,208 --> 00:18:58,708 ‫لأنني لم أشعر بتأنيب الضمير.‬ 334 00:18:59,833 --> 00:19:02,916 ‫شعرت بارتياح. لم أشعر بالذنب.‬ ‫تُوفيا في سن 12 عامًا.‬ 335 00:19:03,000 --> 00:19:04,708 ‫هل كان يمكن أن يعيشا أطول؟ بالطبع.‬ 336 00:19:04,791 --> 00:19:07,125 ‫هل كان يمكن أن يموتا قبل ذلك؟ بالطبع.‬ 337 00:19:07,208 --> 00:19:09,916 ‫لكننا قضينا أوقاتًا رائعة معًا.‬ ‫وأنقذت حياتيهما.‬ 338 00:19:10,000 --> 00:19:11,625 ‫وأنقذا حياتي أيضًا إلى حدّ ما.‬ 339 00:19:11,708 --> 00:19:13,416 ‫كل هذا جيد.‬ 340 00:19:13,500 --> 00:19:16,166 ‫وأيضًا، يقول طبيبي النفسي "سالفادور" دائمًا،‬ 341 00:19:16,250 --> 00:19:19,250 ‫"البكاء وسيلة للتخفيف من فجيعتك يا (داني)،‬ 342 00:19:19,333 --> 00:19:22,291 ‫بالإضافة إلى كونه تكريمًا‬ ‫لمن رحلوا عن عالمنا.‬ 343 00:19:22,375 --> 00:19:26,083 ‫وعندما تتحول الدموع إلى قصص وضحك وذكريات،‬ 344 00:19:26,166 --> 00:19:27,333 ‫يجب أن تواصل المضي قُدمًا‬ 345 00:19:27,416 --> 00:19:30,500 ‫لأن هذه وسيلة لتخليد ذكرى‬ ‫من رحلوا عن عالمنا."‬ 346 00:19:30,583 --> 00:19:34,250 ‫لذا سآخذ هذا بعين الاعتبار‬ ‫وسأروي لكم قصة قصيرة‬ 347 00:19:34,333 --> 00:19:37,333 ‫حدثت في الأسابيع الأولى‬ ‫بعد أن تبنّيت كلبتي "كارابابا".‬ 348 00:19:37,416 --> 00:19:39,958 ‫لم أكن قد اقتنيت كلبًا قبلًا.‬ ‫كنت مستجدًا ولا أفقه شيئًا عن ذلك.‬ 349 00:19:40,041 --> 00:19:41,333 ‫ثم وجدت نفسي فجأةً‬ 350 00:19:41,416 --> 00:19:44,708 ‫بمفردي في شقتي مع كرة الفراء الصغيرة هذه،‬ 351 00:19:44,791 --> 00:19:48,083 ‫وكانت جروًا تزن أقل من ثلاثة كيلوغرامات،‬ ‫وسنّها ثلاثة أو أربعة أشهر فقط.‬ 352 00:19:48,166 --> 00:19:50,958 ‫في الأسبوع الأول، كنا معًا على مدار الساعة.‬ ‫كنا لا نفترق.‬ 353 00:19:51,041 --> 00:19:54,125 ‫كنت أتساءل، "كيف أستطيع فعل هذا؟"‬ ‫وهي تتساءل، "كيف أتعامل معه؟"‬ 354 00:19:54,208 --> 00:19:55,166 ‫كنا مثل…‬ 355 00:19:55,250 --> 00:19:57,375 ‫ثم حان الوقت كي أذهب إلى دوامي.‬ 356 00:19:57,458 --> 00:20:00,750 ‫ما دمت أعيش بمفردي،‬ ‫يجب أن أتركها بمفردها في البيت أحيانًا.‬ 357 00:20:00,833 --> 00:20:03,000 ‫كان الأمر مدهشًا في البداية.‬ 358 00:20:03,083 --> 00:20:05,125 ‫جهّزت كل شيء من أجلها.‬ 359 00:20:05,208 --> 00:20:08,916 ‫فراشها وشرابها.‬ ‫كنت أسقيها ماءً بالطبع، وليس كولا.‬ 360 00:20:09,708 --> 00:20:11,041 ‫وأترك طعامًا من أجلها.‬ 361 00:20:11,125 --> 00:20:13,125 ‫وأتأكد من أن كل شيء آمن. كل شيء جيد.‬ 362 00:20:13,208 --> 00:20:16,375 ‫ثم ذهبت إلى دوامي، لكنني كنت مترددًا قليلًا.‬ 363 00:20:17,000 --> 00:20:18,916 ‫ثم عدت إلى البيت بعد ست أو سبع ساعات،‬ 364 00:20:19,000 --> 00:20:20,625 ‫وأطل جاري من باب شقته وقال لي،‬ 365 00:20:20,708 --> 00:20:25,291 ‫"ظلت تبكي طوال الصباح يا (داني)‬ ‫وتخمش الباب بقدمها."‬ 366 00:20:25,375 --> 00:20:27,125 ‫فقلت، "ويلاه!"‬ 367 00:20:27,208 --> 00:20:30,833 ‫وعندما فتحت الباب، فُوجئت ببركتين‬ ‫أو ثلاث من البول وقطعة براز صغيرة.‬ 368 00:20:30,916 --> 00:20:33,666 ‫ووجدت ساق المقعد ممضوغةً.‬ 369 00:20:33,750 --> 00:20:37,000 ‫ورأيتها في ردهة الشقة،‬ ‫وكانت تبدو في غاية التوتر‬ 370 00:20:37,083 --> 00:20:39,000 ‫وتتبول لا إراديًا. فقلت، "يا لك من مسكينة.‬ 371 00:20:39,083 --> 00:20:41,083 ‫تعالي هنا يا (كارابابا)، ماذا أصابك؟‬ 372 00:20:41,166 --> 00:20:43,500 ‫ها نحن ذان. كل شيء على ما يُرام. لا تقلقي.‬ 373 00:20:43,583 --> 00:20:44,916 ‫أتريدين الذهاب إلى طبيب نفسي؟‬ 374 00:20:47,166 --> 00:20:48,916 ‫حسنًا إذًا." أليس هذا جيدًا؟‬ 375 00:20:49,666 --> 00:20:50,500 ‫حاذروا.‬ 376 00:20:52,250 --> 00:20:56,541 ‫على أي حال، رشح لي أحدهم مدرب كلاب،‬ ‫وكان اختصاصيًا في سلوك الحيوانات.‬ 377 00:20:56,625 --> 00:20:59,458 ‫وتحدثت إليه وشرحت له ما حدث.‬ 378 00:20:59,541 --> 00:21:01,750 ‫وقال لي، "اسمع يا (داني)، لا تقلق.‬ 379 00:21:01,833 --> 00:21:04,916 ‫هذا أمر طبيعي تمامًا،‬ ‫لا سيّما لدى الجراء اليافعة.‬ 380 00:21:05,000 --> 00:21:09,083 ‫ما يواجهك حاليًا أمر يُسمى (توتر الانفصال)."‬ 381 00:21:09,583 --> 00:21:10,833 ‫فقلت، "يا للعجب!"‬ 382 00:21:11,458 --> 00:21:13,125 ‫وسألته، "ما هذا بالضبط؟"‬ 383 00:21:13,208 --> 00:21:14,583 ‫فشرح لي قائلًا، "في الأساس،‬ 384 00:21:14,666 --> 00:21:18,625 ‫هذا يعني أن كلبتك تعاني توتر الانفصال."‬ 385 00:21:21,708 --> 00:21:23,208 ‫التعريف مذكور في الاسم.‬ 386 00:21:25,250 --> 00:21:28,166 ‫سألته، "حسنًا، أهناك أي شيء أستطيع فعله؟"‬ 387 00:21:28,250 --> 00:21:31,333 ‫فأجاب قائلًا، "نعم، هناك بعض الوسائل،‬ ‫وهي ليست معقدة جدًا.‬ 388 00:21:31,416 --> 00:21:33,041 ‫عليك أن تكون مثابرًا فحسب."‬ 389 00:21:33,125 --> 00:21:36,583 ‫جرّبت أكثر من وسيلة،‬ ‫لكن هناك واحدة تحديدًا ساعدتني كثيرًا.‬ 390 00:21:36,666 --> 00:21:40,125 ‫وشعرت بأنها كانت مؤثّرة جدًا،‬ ‫لذا أريد أن أخبركم بها.‬ 391 00:21:40,625 --> 00:21:43,500 ‫قال الرجل، "اسمع يا (داني)،‬ ‫عندما تغادر المنزل لبضع ساعات،‬ 392 00:21:43,583 --> 00:21:47,541 ‫اترك لها قطعة من ثيابك‬ ‫تحمل رائحتك، مفهوم؟"‬ 393 00:21:47,625 --> 00:21:51,208 ‫كما تعلمون، تتميز الكلاب بحاسة شمّ‬ ‫أقوى من حاسة شمّنا بألف مرّة.‬ 394 00:21:51,291 --> 00:21:54,833 ‫وترتبط حاسة الشمّ لديها أيضًا بمشاعرها،‬ 395 00:21:54,916 --> 00:21:56,375 ‫وهذا أمر مميز جدًا.‬ 396 00:21:56,458 --> 00:22:00,000 ‫كانت حاسة الشمّ قوية لدى الإنسان أيضًا،‬ ‫لكننا فقدناها لأننا صرنا متحضرين.‬ 397 00:22:00,083 --> 00:22:00,916 ‫استحسنت هذه الفكرة.‬ 398 00:22:01,000 --> 00:22:03,958 ‫قال لي، "عندما تغادر المنزل،‬ ‫اترك قطعة ثياب تحمل رائحة جسدك.‬ 399 00:22:04,041 --> 00:22:07,791 ‫تتميز الكلاب بعملية تفكير سحرية نوعًا ما،‬ 400 00:22:07,875 --> 00:22:10,625 ‫وإن أمكنها أن تشمّ شخصًا‬ 401 00:22:10,708 --> 00:22:13,958 ‫يمثّل صديقها وحاميها‬ 402 00:22:14,041 --> 00:22:17,208 ‫والوصي عليها وعائلتها،‬ ‫فسيساعدها ذلك على الاحتفاظ بهدوئها."‬ 403 00:22:17,291 --> 00:22:19,916 ‫فقلت له، "هذه فكرة جميلة يا رجل، سأجرّبها."‬ 404 00:22:20,000 --> 00:22:21,458 ‫لذا قبل أن أذهب إلى دوامي،‬ 405 00:22:21,541 --> 00:22:24,041 ‫فتحت خزانتي حيث تُوجد كومة ثياب،‬ 406 00:22:24,125 --> 00:22:25,541 ‫وأخذت أنبش فيها هكذا…‬ 407 00:22:25,625 --> 00:22:28,250 ‫ورأيت قميص منامة شتوية موجودة لديّ منذ دهر.‬ 408 00:22:28,333 --> 00:22:31,458 ‫أخذته وشممته وقلت،‬ ‫"سحقًا! رائحتي تفوح منه بالفعل!‬ 409 00:22:33,041 --> 00:22:35,291 ‫إنه مُفعم برائحتي أكثر من جسدي ذاته. كيف؟"‬ 410 00:22:36,125 --> 00:22:40,000 ‫وقبل أن أغادر المنزل، نقلت فراشها هكذا‬ 411 00:22:40,083 --> 00:22:41,166 ‫إلى ردهة الشقة.‬ 412 00:22:41,250 --> 00:22:43,166 ‫أخذت قميص المنامة، وأمسكت بالجرو.‬ 413 00:22:43,250 --> 00:22:44,750 ‫ووضعتها فوق المنامة هكذا.‬ 414 00:22:44,833 --> 00:22:48,208 ‫واستلقت في مكانها في سكينة‬ ‫وهي تلصق رأسها بالمنامة هكذا…‬ 415 00:22:48,708 --> 00:22:50,958 ‫كانت في غاية الهدوء.‬ ‫تركتها هناك وأنا أقول لنفسي،‬ 416 00:22:51,041 --> 00:22:53,916 ‫"هذا القميص سيقتلك أو سيجعلك أقوى."‬ 417 00:22:55,625 --> 00:22:58,583 ‫غادرت المنزل وأنا أفكر قائلًا،‬ ‫"فلنر إن كانت هذه الفكرة ستنجح."‬ 418 00:22:59,458 --> 00:23:02,958 ‫وعدت بعدها بست أو سبع ساعات.‬ ‫ستلاحظون أنني لا أعمل ثماني ساعات أبدًا.‬ 419 00:23:04,833 --> 00:23:08,208 ‫ولم يخرج جاري من شقته‬ ‫كي يقول لي أي شيء بعد.‬ 420 00:23:08,291 --> 00:23:09,791 ‫ثم فتحت الباب،‬ 421 00:23:10,291 --> 00:23:12,500 ‫ورأيت فراش الكلبة‬ 422 00:23:13,875 --> 00:23:14,916 ‫وقميص المنامة،‬ 423 00:23:15,750 --> 00:23:17,250 ‫لكنني لم أجد الكلبة،‬ 424 00:23:18,208 --> 00:23:20,333 ‫وكان ذلك تركيزي الأساسي بالطبع.‬ 425 00:23:21,000 --> 00:23:23,750 ‫وقفت ساكنًا في مكاني‬ ‫وأخذت أنظر من حولي وأصغي السمع،‬ 426 00:23:23,833 --> 00:23:24,916 ‫ثم سمعت…‬ 427 00:23:31,625 --> 00:23:34,541 ‫لديّ هنا ردهة وغرفة معيشة…‬ 428 00:23:34,625 --> 00:23:37,541 ‫غرفة المعيشة الوحيدة في شقتي.‬ ‫ليست لديّ 17 غرفة معيشة.‬ 429 00:23:38,250 --> 00:23:39,333 ‫ذهبت إلى هناك،‬ 430 00:23:39,416 --> 00:23:42,000 ‫وعلى الأرضية بجوار الأريكة، رأيت…‬ 431 00:23:42,083 --> 00:23:43,958 ‫أضع بطانية على الأريكة.‬ 432 00:23:44,041 --> 00:23:46,833 ‫بطانية كالتي تتدثرون بها‬ ‫عندما تأخذون قيلولة بعد الغداء.‬ 433 00:23:46,916 --> 00:23:48,500 ‫أنا أندلسي ونشتهر بهذه العادة.‬ 434 00:23:50,875 --> 00:23:52,458 ‫لا بد أن البطانية كانت متدلية.‬ 435 00:23:52,541 --> 00:23:55,458 ‫ولا بد أن الكلبة جرّتها إلى الأسفل‬ ‫بواسطة فمها أو قدمها.‬ 436 00:23:55,541 --> 00:23:58,458 ‫على أي حال، رأيت البطانية على الأرض،‬ 437 00:23:58,541 --> 00:23:59,833 ‫مكوّرة هكذا،‬ 438 00:24:00,541 --> 00:24:02,500 ‫والكلبة تغطّ في نوم عميق فوقها،‬ 439 00:24:02,583 --> 00:24:04,000 ‫في استرخاء تامّ.‬ 440 00:24:04,083 --> 00:24:06,833 ‫فقلت، "بالطبع، رائحة البطانية كرائحتي.‬ 441 00:24:06,916 --> 00:24:09,041 ‫داوت تلك الشقية نفسها بنفسها."‬ 442 00:24:10,166 --> 00:24:11,000 ‫بالتأكيد.‬ 443 00:24:12,875 --> 00:24:14,791 ‫وقلت، "المهم هو أن الأمر أجدى نفعًا."‬ 444 00:24:18,916 --> 00:24:22,250 ‫أخذت البطانية ووضعتها على الأريكة مجددًا‬ ‫وقضيت بقية اليوم معها،‬ 445 00:24:22,333 --> 00:24:25,333 ‫وجرّبت المنامة مجددًا.‬ ‫ونامت على البطانية ثلاث مرات أخرى.‬ 446 00:24:25,416 --> 00:24:27,833 ‫وفي المرّة الرابعة،‬ ‫عندما حاولت إعادتها إلى مكانها،‬ 447 00:24:27,916 --> 00:24:30,291 ‫رمقتني بنظرة زعيم مافيا شرس‬ ‫كـ"جو بيشي"، وقالت لي،‬ 448 00:24:30,375 --> 00:24:32,458 ‫"صارت هذه البطانية ملكي إلى الأبد."‬ 449 00:24:33,125 --> 00:24:35,583 ‫ومنذ تلك اللحظة، صارت البطانية ملكًا لها.‬ 450 00:24:35,666 --> 00:24:38,291 ‫ظلت معها لبقية حياتها،‬ 451 00:24:38,375 --> 00:24:40,041 ‫حتّى النهاية.‬ 452 00:24:40,666 --> 00:24:44,333 ‫وبحلول ذلك الوقت، بالطبع،‬ ‫صارت مشبّعة برائحتها أكثر من رائحتي بكثير.‬ 453 00:24:44,416 --> 00:24:48,458 ‫إن كان أي منكم يربّي كلبًا في المنزل‬ ‫ويعاني متاعب بسببه،‬ 454 00:24:48,541 --> 00:24:50,250 ‫فجرّبوا الاتصال باختصاصي أولًا.‬ 455 00:24:50,333 --> 00:24:53,541 ‫ويجب أن تعلموا أن هناك وسائل فعّالة جدًا.‬ 456 00:24:54,041 --> 00:24:58,625 ‫هذه نقطة تحوّل في عرض الليلة.‬ 457 00:24:58,708 --> 00:25:00,208 ‫أظن أنكم جمهور رائع.‬ 458 00:25:00,291 --> 00:25:02,458 ‫وظللتم تساندونني طوال الوقت الماضي.‬ 459 00:25:02,541 --> 00:25:06,250 ‫وأريد أن أشكركم بأن أعترف لكم بأمر ما.‬ 460 00:25:06,333 --> 00:25:10,458 ‫وتعلمون أن هذا الاعتراف صادق‬ ‫لأن هذا هو العرض الذي سيُذاع على منصات.‬ 461 00:25:10,541 --> 00:25:13,000 ‫لم أسمح بإذاعة عرضي الآخر‬ ‫لأن الجمهور كان شنيعًا.‬ 462 00:25:14,208 --> 00:25:15,416 ‫سيُذاع هذا العرض.‬ 463 00:25:19,250 --> 00:25:20,166 ‫هذه هي الحقيقة.‬ 464 00:25:27,375 --> 00:25:30,041 ‫عندما تكتشفون أنني قلت الكلام ذاته‬ ‫في العرض الآخر…‬ 465 00:25:33,666 --> 00:25:36,500 ‫أودّ أن أعترف لكم بشيء.‬ ‫هذه هدية صغيرة من أجلكم.‬ 466 00:25:36,583 --> 00:25:37,458 ‫أعيروني انتباهكم.‬ 467 00:25:38,916 --> 00:25:40,208 ‫أنا من أشدّ المعجبين،‬ 468 00:25:40,875 --> 00:25:43,791 ‫وأعني هذا حرفيًا…‬ 469 00:25:47,625 --> 00:25:49,375 ‫عجبًا، أسرت انتباهكم بالكامل، صحيح؟‬ 470 00:25:51,583 --> 00:25:54,541 ‫قد تنضمون إلى طائفة دينية حتّى‬ ‫إن طلبت منكم هذا.‬ 471 00:25:55,708 --> 00:25:57,291 ‫احذروني. لا، أمزح فحسب.‬ 472 00:25:57,791 --> 00:25:59,000 ‫حسنًا، سأخبركم.‬ 473 00:26:00,041 --> 00:26:02,666 ‫أنا من أشدّ المعجبين…‬ 474 00:26:04,708 --> 00:26:05,750 ‫بإمتاع النساء بفمي.‬ 475 00:26:09,208 --> 00:26:10,041 ‫أحب هذا حبًا جمًا.‬ 476 00:26:12,708 --> 00:26:18,291 ‫إمتاع النساء بفمي على الأرجح‬ ‫ضمن أكثر عشرة أشياء مُفضلة لديّ في الحياة.‬ 477 00:26:21,333 --> 00:26:24,291 ‫تخيّلوا إن غيّرت الموضوع فجأةً.‬ ‫ستقولون، "ماذا يجري؟‬ 478 00:26:24,375 --> 00:26:26,375 ‫غيّر الموضوع من الصدمة النفسية‬ ‫إلى الإمتاع بالفم!"‬ 479 00:26:26,458 --> 00:26:29,041 ‫لا تقلقوا، أمسكوا بيدي‬ ‫ودعونا نذهب إلى مكان آمن.‬ 480 00:26:29,125 --> 00:26:30,333 ‫لا تقلقوا.‬ 481 00:26:30,416 --> 00:26:31,250 ‫حسنًا.‬ 482 00:26:33,541 --> 00:26:35,875 ‫بما أنني من أشدّ المعجبين بهذا،‬ 483 00:26:35,958 --> 00:26:38,125 ‫فكلما سنحت لي الفرصة،‬ 484 00:26:38,208 --> 00:26:40,458 ‫عندما يسمح الموقف بهذا،‬ 485 00:26:40,541 --> 00:26:42,500 ‫أطلب من حبيبتي أن أفعل هذا.‬ 486 00:26:42,583 --> 00:26:45,500 ‫إنجيل "متى" 7:7، "اطلبوا تُعطوا."‬ ‫هذا مذكور في الكتاب المُقدس.‬ 487 00:26:47,166 --> 00:26:50,333 ‫ولسبب ما، على مدى كل هذه الأعوام،‬ 488 00:26:50,416 --> 00:26:52,458 ‫أظن أنني شخص محظوظ جدًا.‬ 489 00:26:52,541 --> 00:26:56,250 ‫سنحت لي الفرصة مرات كافية‬ 490 00:26:56,333 --> 00:27:00,458 ‫كي أتفاخر بنفسي وأقول إنني بارع جدًا‬ ‫فيما يتعلق بإمتاع النساء فمويًا.‬ 491 00:27:00,541 --> 00:27:03,708 ‫لا أحد يفوقني براعةً في هذا المجال.‬ 492 00:27:03,791 --> 00:27:05,666 ‫لا أحد.‬ 493 00:27:05,750 --> 00:27:06,625 ‫حسنًا.‬ 494 00:27:08,583 --> 00:27:09,666 ‫بالرغم من هذا…‬ 495 00:27:11,083 --> 00:27:12,541 ‫بالرغم من هذا،‬ 496 00:27:13,041 --> 00:27:16,666 ‫أودّ أن أعرض عليكم هدية صغيرة الليلة…‬ 497 00:27:24,416 --> 00:27:26,791 ‫أطلقتم العنان لخيالاتكم‬ ‫عندما قلت هذا، صحيح؟‬ 498 00:27:29,916 --> 00:27:33,291 ‫قد يصير لساني مفتول العضلات‬ ‫بحلول نهاية هذه الليلة.‬ 499 00:27:33,916 --> 00:27:37,583 ‫لا، أريد أن أقدّم إليكم بضع إرشادات،‬ 500 00:27:38,916 --> 00:27:40,083 ‫بعض النصائح،‬ 501 00:27:41,291 --> 00:27:42,916 ‫بحيث يتسنى لكم، من الآن فصاعدًا،‬ 502 00:27:43,000 --> 00:27:46,541 ‫كلما خضتم تجربة الإمتاع الفموي البديعة،‬ 503 00:27:46,625 --> 00:27:49,916 ‫أن تجعلوها أكثر إمتاعًا، اتفقنا؟‬ 504 00:27:50,500 --> 00:27:53,083 ‫ربما تقولون لأنفسكم الآن،‬ ‫"عجبًا! سيقدّم (داني) إلينا نصائح‬ 505 00:27:53,166 --> 00:27:54,750 ‫عن لعق فرج امرأة بشكل أفضل."‬ 506 00:27:54,833 --> 00:27:55,708 ‫لا.‬ 507 00:27:56,375 --> 00:27:58,375 ‫لا، هذا ليس المغزى مما سأقوله.‬ 508 00:27:58,458 --> 00:28:01,083 ‫نصائحي‬ 509 00:28:02,791 --> 00:28:05,833 ‫مُوجهة إلى السيدات‬ ‫اللواتي يسمحن لنا بلعق فروجهنّ.‬ 510 00:28:07,500 --> 00:28:09,791 ‫أغيّر وجهات النظر فحسب.‬ 511 00:28:10,583 --> 00:28:16,125 ‫بالرغم من هذا، قبل أن نبدأ،‬ ‫أشعر بأن هذا هو التوقيت المثالي‬ 512 00:28:16,208 --> 00:28:21,333 ‫كي نبدأ بنبذة مختصرة‬ ‫في سياق تشريح الأعضاء التناسلية، اتفقنا؟‬ 513 00:28:21,416 --> 00:28:23,916 ‫أظن أن هذا أمر مهم.‬ ‫قد تقولون، "لا، ليس مهمًا."‬ 514 00:28:24,000 --> 00:28:27,458 ‫من المهم دائمًا أن نقدّم بعض السياق.‬ 515 00:28:27,541 --> 00:28:30,166 ‫سامحوني إن شعرتم بأن أسلوبي تقني قليلًا.‬ 516 00:28:33,916 --> 00:28:35,125 ‫ما هو القضيب؟‬ 517 00:28:36,875 --> 00:28:39,666 ‫سأقول "قضيب" و"مهبل" بأسلوب سوقي بكثرة.‬ ‫أستميحكم عذرًا.‬ 518 00:28:39,750 --> 00:28:42,916 ‫إنهما كلمتان من ثلاثة مقاطع،‬ ‫تمامًا كأي كلمة أخرى مكررة.‬ 519 00:28:43,000 --> 00:28:43,833 ‫نحن راشدون.‬ 520 00:28:43,916 --> 00:28:46,750 ‫لا داعي للتلطيف اللغوي‬ ‫ما دامت هناك كلمة تصف المعنى المطلوب.‬ 521 00:28:46,833 --> 00:28:48,291 ‫ما هو القضيب؟‬ 522 00:28:48,375 --> 00:28:52,000 ‫القضيب أحد أجزاء الجهاز التناسلي التشريحية‬ ‫في الجسم البشري،‬ 523 00:28:52,083 --> 00:28:54,083 ‫ويقع أسفل منطقة العانة مباشرةً.‬ 524 00:28:54,166 --> 00:28:56,500 ‫ويُعد جزءًا بارزًا من الجسم.‬ 525 00:28:56,583 --> 00:28:59,708 ‫بعضها ضخم بشكل ملحوظ‬ ‫وبعضها يُرى في المرآة فحسب لأنه مجرد بروز.‬ 526 00:29:01,166 --> 00:29:02,000 ‫انظروا…‬ 527 00:29:09,125 --> 00:29:11,083 ‫ونظرًا لأنني أحب الأسماء والاستعارات…‬ 528 00:29:11,166 --> 00:29:12,625 ‫لنفترض أنني كاتدرائية…‬ 529 00:29:12,708 --> 00:29:14,666 ‫تخيّلوا هذا. لو كنت كاتدرائية،‬ 530 00:29:14,750 --> 00:29:16,666 ‫فسيكون قضيبي مزرابها الزخرفي.‬ 531 00:29:17,500 --> 00:29:19,541 ‫الكاتدرائيات والمزاريب…‬ ‫هناك أمثلة كثيرة جدًا.‬ 532 00:29:19,625 --> 00:29:21,708 ‫كم مرّة رأيتم كاتدرائية ضخمة،‬ 533 00:29:21,791 --> 00:29:23,833 ‫لكن مزرابها الزخرفي شكله مخيّب للآمال؟‬ 534 00:29:24,625 --> 00:29:26,666 ‫أو ربما رأيتم كنيسة أبرشية صغيرة،‬ 535 00:29:26,750 --> 00:29:28,833 ‫ومزرابها ضخم ولا يمكن أن يمرّ عبر الباب.‬ 536 00:29:28,916 --> 00:29:31,375 ‫أو ربما رأيتم كاتدرائية وتساءلتم،‬ ‫"أين المزراب؟"‬ 537 00:29:31,458 --> 00:29:35,291 ‫هناك مزراب، لكن لأن الكاتدرائية لا تحظى‬ ‫برعاية، واستفحلت الحشائش البرّية فيها،‬ 538 00:29:35,375 --> 00:29:36,208 ‫لا ترون المزراب.‬ 539 00:29:36,291 --> 00:29:37,666 ‫يجب أن نقلّم الحشائش البرية.‬ 540 00:29:37,750 --> 00:29:40,250 ‫أو قد يكون جدار الكاتدرائية أملس ونظيف‬ 541 00:29:40,333 --> 00:29:42,291 ‫ما يجعلكم ترون المزراب من بُعد.‬ 542 00:29:42,375 --> 00:29:45,250 ‫هناك مزاريب لها رؤوس كبيرة،‬ ‫وأخرى تبدو حزينة.‬ 543 00:29:45,333 --> 00:29:47,791 ‫بعض المزاريب مائل في اتجاه،‬ ‫وأخرى في اتجاه آخر.‬ 544 00:29:47,875 --> 00:29:50,458 ‫فقدت بعض المزاريب صلابتها على مرّ الأعوام.‬ 545 00:29:50,541 --> 00:29:52,750 ‫هناك مزاريب ضئيلة الحجم،‬ ‫وأخرى تشبه قلمًا رصاصيًا.‬ 546 00:29:52,833 --> 00:29:54,750 ‫هناك أنواع كثيرة جدًا من المزاريب.‬ 547 00:29:55,250 --> 00:29:56,833 ‫وكلها بديعة.‬ 548 00:29:56,916 --> 00:29:59,625 ‫وكلها تستحق أن تشعر بالمتعة.‬ 549 00:30:01,000 --> 00:30:01,958 ‫وأظن أيضًا‬ 550 00:30:03,000 --> 00:30:06,916 ‫أن القضيب جزء من الجسم‬ ‫يسهل الوصول إليه، صحيح؟‬ 551 00:30:07,000 --> 00:30:10,000 ‫نرتدي ثيابًا، لكن إن كنا نمشي عراةً…‬ 552 00:30:10,083 --> 00:30:13,500 ‫أنا شخصيًا أستمتع بالذهاب إلى شواطئ العراة‬ ‫صيفًا من حين إلى آخر.‬ 553 00:30:13,583 --> 00:30:16,916 ‫أحب الإحساس بكوني عاريًا.‬ ‫"أي شاطئ؟" أتظنون أنني سأخبركم؟‬ 554 00:30:19,000 --> 00:30:21,291 ‫أذهب دائمًا إلى شاطئ معيّن مع أحد أصدقائي.‬ 555 00:30:21,375 --> 00:30:23,250 ‫ويصل إلى الشاطئ بعدي دائمًا.‬ 556 00:30:23,333 --> 00:30:25,666 ‫ويكون عاريًا بالفعل عندما يترجل من سيارته.‬ 557 00:30:26,500 --> 00:30:27,833 ‫يكون عاريًا بالفعل.‬ 558 00:30:27,916 --> 00:30:30,250 ‫هذا يعني أنني أكون على الشاطئ‬ ‫وأراه آتيًا صوبي،‬ 559 00:30:30,333 --> 00:30:32,291 ‫وهو يحمل مبرّدًا ومظلة،‬ 560 00:30:32,375 --> 00:30:34,333 ‫ويحمل حقيبة بيده الأخرى. يداه مشغولتان.‬ 561 00:30:34,416 --> 00:30:37,916 ‫يسير في اتجاهي ويلقي التحية عليّ،‬ ‫لكنه لا يضع الأغراض على الرمال.‬ 562 00:30:39,708 --> 00:30:42,333 ‫"كيف حالك يا (داني)؟ كيف الحال؟" وأنا…‬ 563 00:30:43,250 --> 00:30:46,166 ‫لن أقبّل وجنته وأصافح قضيبه،‬ ‫"كيف حالك وحال قضيبك؟"‬ 564 00:30:54,541 --> 00:30:57,208 ‫تخيّلوا نظامًا ملكيًا حديثًا،‬ ‫لكنه عبارة عن مستعمرة عراة.‬ 565 00:30:57,291 --> 00:31:00,541 ‫تخيلوا أنفسكم في حفل استقبال ملكي.‬ ‫"مرحبًا، كيف حالك؟‬ 566 00:31:01,041 --> 00:31:03,250 ‫عمت مساءً يا صاحب الجلالة. كيف حال جلالتك؟"‬ 567 00:31:05,166 --> 00:31:06,250 ‫أو في قطار المترو.‬ 568 00:31:06,333 --> 00:31:07,958 ‫تخيّلوا أنفسكم داخل قطار مترو.‬ 569 00:31:08,041 --> 00:31:09,958 ‫قد يسألك أحدهم، "هل تمسك بالقضيب العلوي؟"‬ 570 00:31:10,041 --> 00:31:12,250 ‫فأجيبه قائلًا، "لا، أمسك بالقضيب السفلي.‬ 571 00:31:12,750 --> 00:31:14,958 ‫لا أخشى أي منعطفات حادة." هل أنا محقّ؟‬ 572 00:31:16,291 --> 00:31:17,333 ‫على أي حال…‬ 573 00:31:18,583 --> 00:31:19,875 ‫ما هو المهبل؟‬ 574 00:31:21,041 --> 00:31:24,833 ‫المهبل هو الجهاز التناسلي التشريحي الآخر‬ ‫في جسم الإنسان،‬ 575 00:31:24,916 --> 00:31:26,958 ‫لكن بدلًا من أن يكون أسفل العانة مباشرةً،‬ 576 00:31:27,041 --> 00:31:29,500 ‫نجده مُخبأ في الأسفل قليلًا‬ 577 00:31:29,583 --> 00:31:33,166 ‫في منطقة أحب أن أطلق عليها‬ ‫"سلسلة الجبال العجانية"، حسنًا؟‬ 578 00:31:34,500 --> 00:31:37,166 ‫قد يبدو شكل المهبل متواضعًا قليلًا‬ ‫من الخارج،‬ 579 00:31:37,250 --> 00:31:38,458 ‫وأكثر تحفظًا.‬ 580 00:31:38,541 --> 00:31:41,541 ‫المهبل مكبوت أكثر.‬ 581 00:31:42,458 --> 00:31:43,291 ‫في الواقع…‬ 582 00:31:47,875 --> 00:31:50,958 ‫رأيت مهابل أشبه بشطائر لحم بارد‬ ‫حُضرت في عجلة.‬ 583 00:31:52,708 --> 00:31:55,125 ‫ولا تجد في فمك شيئًا سوى لحم عندما تأكلها.‬ 584 00:31:55,208 --> 00:31:56,916 ‫كان يمكنكم إضافة بعض الخبز.‬ 585 00:31:57,000 --> 00:31:58,750 ‫لكن كل المهابل جميلة،‬ 586 00:31:58,833 --> 00:32:01,666 ‫وكلها تستحق أن تشعر بالمتعة.‬ 587 00:32:04,125 --> 00:32:06,500 ‫يمكنني أن أقول، على صعيد الراحة والعملية،‬ 588 00:32:07,083 --> 00:32:10,250 ‫إن مصّ القضيب أسهل بكثير.‬ 589 00:32:10,333 --> 00:32:12,250 ‫أظن أن هناك تقنيات سهلة كثيرة.‬ 590 00:32:12,333 --> 00:32:16,333 ‫لا يجب أن تكون لياقتك البدنية ممتازة‬ ‫كي تمصّي قضيبًا من دون حركات جمباز.‬ 591 00:32:16,416 --> 00:32:17,750 ‫ها هو شخص ولديه قضيب.‬ 592 00:32:17,833 --> 00:32:20,125 ‫تقولين له، "مرحبًا." وتنسجمان.‬ ‫"أيمكنني مصّ قضيبك؟"‬ 593 00:32:20,208 --> 00:32:21,958 ‫فيجيب، "بالطبع، مصّي قضيبي."‬ 594 00:32:22,041 --> 00:32:23,750 ‫يمكنك أن تحني ظهرك هكذا فحسب…‬ 595 00:32:24,250 --> 00:32:27,000 ‫يمكنك أن تفعلي هذا أو هذا،‬ ‫أو حتي من دون استخدام يديك.‬ 596 00:32:27,083 --> 00:32:29,583 ‫أو هكذا، إن كان مستلقيًا على ظهره،‬ ‫بيديك أو من دونهما.‬ 597 00:32:29,666 --> 00:32:34,083 ‫وإن كان يقف مواجهًا الاتجاه الآخر،‬ ‫يمكنك أن تمسكي بقضيبه من الخلف.‬ 598 00:32:34,166 --> 00:32:36,375 ‫أظن أن مصّ القضيب أمتع بكثير.‬ 599 00:32:36,458 --> 00:32:38,625 ‫أظن هذا. هذا ما سمعته.‬ 600 00:32:41,250 --> 00:32:43,000 ‫لا، مهلًا. دعوني أخبركم بشيء.‬ 601 00:32:43,083 --> 00:32:45,916 ‫أحظى بمتعة رائعة مؤخرًا،‬ ‫لذا قد أراكم مجددًا في العام المقبل‬ 602 00:32:46,000 --> 00:32:48,083 ‫وأصف لكم مدى روعة الأمر.‬ 603 00:32:48,166 --> 00:32:49,041 ‫فكّروا مليًا.‬ 604 00:32:49,125 --> 00:32:52,333 ‫لا تدعوا المغايرة الجنسية‬ ‫تمنعكم من الاستمتاع بأوقاتكم.‬ 605 00:32:52,416 --> 00:32:54,416 ‫لا يعيش المرء سوى مرّة واحدة. فكّروا مليًا.‬ 606 00:32:56,916 --> 00:32:58,916 ‫إن مصصتم قضيبًا، فهذا ليس أمرًا جللًا.‬ 607 00:33:04,333 --> 00:33:05,291 ‫لكن‬ 608 00:33:06,208 --> 00:33:10,291 ‫عندما تلعق مهبلًا، إن لم تساعدك‬ ‫صاحبة المهبل المذكور قليلًا،‬ 609 00:33:10,375 --> 00:33:13,166 ‫فمن حيث الراحة والعملية،‬ ‫سيكون الأمر أعقد قليلًا.‬ 610 00:33:13,666 --> 00:33:15,000 ‫تخيّلوا الموقف ذاته.‬ 611 00:33:15,083 --> 00:33:17,833 ‫تخيّل نفسك مع امرأة ولديها مهبل.‬ ‫وهناك انسجام متبادل.‬ 612 00:33:17,916 --> 00:33:19,875 ‫"أتريدينني أن ألعق مهبلك؟" "تفضّل."‬ 613 00:33:19,958 --> 00:33:23,500 ‫تقول المرأة في المعتاد،‬ ‫"حسنًا، العق مهبلي."‬ 614 00:33:27,500 --> 00:33:28,416 ‫هيّا!‬ 615 00:33:31,208 --> 00:33:32,500 ‫وتنظر إليها في دهشة…‬ 616 00:33:33,666 --> 00:33:36,000 ‫تنظر إليها وتريد أن تقول،‬ 617 00:33:36,083 --> 00:33:38,458 ‫"تشبهين الحبّار (شفيق)‬ ‫بعد أن سقط من الطابق الخامس."‬ 618 00:33:39,583 --> 00:33:41,875 ‫تركلها هكذا قائلًا، "هيّا يا فتاة."‬ 619 00:33:41,958 --> 00:33:45,333 ‫لا تدري إن كان يجب أن تلعق فرجها‬ ‫أم تستدعي محقق وفيات.‬ 620 00:33:45,875 --> 00:33:47,458 ‫حسنًا، أيًا يكن. لن تساعدك.‬ 621 00:33:47,541 --> 00:33:50,875 ‫لكن بما أنني أستمتع جدًا بفعل هذا،‬ ‫فسأؤدي المهمة نيابةً عن كلينا.‬ 622 00:33:50,958 --> 00:33:51,833 ‫وبعد ذلك،‬ 623 00:33:52,583 --> 00:33:56,416 ‫الوضع ذاته غير مريح منذ البداية.‬ 624 00:33:56,500 --> 00:33:57,583 ‫عفوًا يا رفاق.‬ 625 00:33:57,666 --> 00:34:00,458 ‫تتخذ هذه الوضعية فجأةً… وتنظر إلى…‬ 626 00:34:03,083 --> 00:34:06,083 ‫هذا الوضع محرج لأن الفتاة… لأنها…‬ 627 00:34:08,250 --> 00:34:09,625 ‫ولأن الأنوار مُطفأة،‬ 628 00:34:09,708 --> 00:34:11,666 ‫فبدلًا من أن تتحسس بإصبعك كي تجد كل شيء،‬ 629 00:34:11,750 --> 00:34:14,958 ‫تبدأ في نكزّ كل شيء بوجهك.‬ 630 00:34:15,041 --> 00:34:17,958 ‫تتحسس بوجهك هكذا…‬ 631 00:34:18,041 --> 00:34:19,791 ‫تخيّلوا خنزيرًا ينقّب عن طعام.‬ 632 00:34:20,500 --> 00:34:22,458 ‫يفتش المكان… تخيّل نفسك هنا…‬ 633 00:34:22,541 --> 00:34:25,000 ‫لكن الوضعية محرجة جدًا.‬ 634 00:34:26,208 --> 00:34:28,500 ‫محرجة جدًا، وتريد أن تقول لها،‬ 635 00:34:28,583 --> 00:34:30,958 ‫"تبًا، ساعديني قليلًا. شدّي عظمة عجزك قليلًا.‬ 636 00:34:31,458 --> 00:34:34,958 ‫ميّلي وركيك إلى الخلف قليلًا.‬ ‫اتخذي زاوية ملائمة كي تساعديني."‬ 637 00:34:35,041 --> 00:34:38,541 ‫وعلاوةً على هذا، فور أن تشعر ببعض النشوة،‬ 638 00:34:38,625 --> 00:34:40,583 ‫ماذا تفعل؟ تفعل هذا…‬ 639 00:34:40,666 --> 00:34:42,750 ‫وتقبض مهبلها أكثر وتجعل الوصول إليه أصعب.‬ 640 00:34:43,250 --> 00:34:45,875 ‫لم تعد خنزيرًا ينقّب عن طعام.‬ 641 00:34:45,958 --> 00:34:47,583 ‫بل أصبحت الآن آكل نمل.‬ 642 00:34:48,541 --> 00:34:50,875 ‫إن نهضت وتركتك بمفردك، ثم دخل شخص آخر،‬ 643 00:34:50,958 --> 00:34:53,416 ‫فسيرى رجلًا يشرب من بركة على الأرض.‬ 644 00:34:53,500 --> 00:34:54,333 ‫"مرحبًا.‬ 645 00:34:55,416 --> 00:34:58,291 ‫هل تعانون جدبًا هنا؟"‬ ‫على أي حال… دعوني أخبركم بشيء.‬ 646 00:34:58,375 --> 00:35:02,375 ‫يمتلك البشر شيئًا يُدعى "فقرات عنقية".‬ 647 00:35:03,750 --> 00:35:06,250 ‫وعند مرحلة معيّنة، تتوقف عن التمدّد.‬ 648 00:35:07,125 --> 00:35:10,875 ‫تظل على الأرض لمدة عشر أو 15 دقيقة‬ ‫أو نصف ساعة، حسبما يستغرق الأمر!‬ 649 00:35:13,833 --> 00:35:16,500 ‫لكن بعد أن تنتهي، يصبح عنقك…‬ 650 00:35:17,958 --> 00:35:20,208 ‫يتدلى عنقك هكذا في نهاية المطاف.‬ 651 00:35:20,291 --> 00:35:22,958 ‫"هل استمتعت بالأمر؟"‬ ‫"نعم، ماذا أصاب عنقك؟"‬ 652 00:35:23,041 --> 00:35:24,875 ‫"لديّ حصة للعزف على الكمان بعد قليل.‬ 653 00:35:24,958 --> 00:35:26,958 ‫سأضع الكمان هنا فور أن تغادري."‬ 654 00:35:27,041 --> 00:35:29,708 ‫وقد تظل في هذه الوضعية لأسبوع كامل.‬ ‫"ماذا عساي أفعل؟"‬ 655 00:35:30,458 --> 00:35:32,333 ‫سأذهب للبحث عن شقة لأسكن فيها.‬ 656 00:35:32,875 --> 00:35:34,208 ‫"شقة للبيع في الطابق الرابع."‬ 657 00:35:35,916 --> 00:35:38,666 ‫بما أنكنّ هنا…‬ 658 00:35:41,291 --> 00:35:42,250 ‫بحقكنّ!‬ 659 00:35:43,375 --> 00:35:44,208 ‫حسنًا.‬ 660 00:35:49,375 --> 00:35:50,291 ‫النصيحة الثانية.‬ 661 00:35:51,375 --> 00:35:54,083 ‫أعلم أنكنّ تشتكين طوال حياتكنّ،‬ 662 00:35:54,166 --> 00:35:55,625 ‫لسبب وجيه،‬ 663 00:35:55,708 --> 00:35:58,208 ‫من أن أحبابكنّ يفكرون في متعتهم فحسب،‬ 664 00:35:58,291 --> 00:36:00,500 ‫ومن أنهم أنانيون دائمًا،‬ 665 00:36:00,583 --> 00:36:02,916 ‫ومن أن متعتهم أهمّ من متعتكنّ،‬ 666 00:36:03,000 --> 00:36:05,291 ‫وفور أن يبلغوا هزّة الجماع، ينتهي الأمر.‬ 667 00:36:05,375 --> 00:36:08,000 ‫وأنتنّ محقات.‬ ‫هذا الوضع قائم منذ أعوام كثيرة.‬ 668 00:36:08,083 --> 00:36:10,875 ‫لكن لحسن الحظ أننا أصبحنا نعيش في عصر‬ 669 00:36:10,958 --> 00:36:13,875 ‫يسوده التقدّم والمساواة وسعة الأفق‬ 670 00:36:13,958 --> 00:36:16,291 ‫والسخاء بوجه عام.‬ 671 00:36:16,375 --> 00:36:17,583 ‫وهذا أمر رائع جدًا.‬ 672 00:36:17,666 --> 00:36:20,458 ‫إن قلتم لي كلمة "بظر" قبل 25 عامًا،‬ 673 00:36:20,541 --> 00:36:22,208 ‫لقلت لكم، "(بوكيمون الماء)!"‬ 674 00:36:25,041 --> 00:36:27,416 ‫لكنني أستطيع أن أقول لكم الآن،‬ 675 00:36:27,500 --> 00:36:31,500 ‫"هل تعلمون أن البظر هو العضو الوحيد‬ ‫في جسم الإنسان‬ 676 00:36:31,583 --> 00:36:35,833 ‫المُصمم حصريًا من أجل تلقّي المتعة؟"‬ 677 00:36:36,333 --> 00:36:37,166 ‫- عجبًا!‬ ‫- نعم!‬ 678 00:36:37,250 --> 00:36:38,708 ‫قالت، "نعم." بالتأكيد.‬ 679 00:36:40,333 --> 00:36:42,083 ‫ولاحظوا أنها رفعت يدًا واحدة فقط.‬ 680 00:36:44,500 --> 00:36:47,708 ‫إن كان الأمر هكذا،‬ ‫فدعونا نستفيد منه إلى أقصى حدّ.‬ 681 00:36:47,791 --> 00:36:51,833 ‫عندما تكون على وشك إمتاع امرأة بفمك،‬ ‫كي تستمتع بوجبة مهبل شهية،‬ 682 00:36:51,916 --> 00:36:54,750 ‫أفكر في البظر دائمًا.‬ 683 00:36:54,833 --> 00:36:57,000 ‫ليس دائمًا بالمعنى الحرفي. أعني أحيانًا.‬ 684 00:36:58,958 --> 00:37:03,291 ‫لكن ينبغي أن تجده بالتأكيد.‬ 685 00:37:03,375 --> 00:37:04,500 ‫لا تقول…‬ 686 00:37:04,583 --> 00:37:06,458 ‫إن كان مهبلًا مألوفًا لي…‬ 687 00:37:06,541 --> 00:37:08,416 ‫أعني "مألوفًا" وليس عائليًا بالإسبانية.‬ 688 00:37:11,833 --> 00:37:13,375 ‫أنت مألوفة… أعني…‬ 689 00:37:13,958 --> 00:37:16,666 ‫أعني امرأة مألوفة بالنسبة إليك.‬ ‫تبًا للّغة الإسبانية!‬ 690 00:37:17,250 --> 00:37:20,416 ‫تستغرق بضع ثوان في البداية‬ ‫كي تتعرف إلى معالم الخريطة.‬ 691 00:37:20,500 --> 00:37:22,958 ‫كل مهبل يُعد فريدًا من نوعه.‬ ‫تذكّروا هذا جيدًا.‬ 692 00:37:24,333 --> 00:37:26,458 ‫تخيّل نفسك في هذه الوضعية، وفجأةً…‬ 693 00:37:26,541 --> 00:37:29,833 ‫لست أتحدّث عن إيجاد بقعة النشوة،‬ ‫لكنك تبحث عن البظر.‬ 694 00:37:29,916 --> 00:37:30,791 ‫تبحث عن…‬ 695 00:37:30,875 --> 00:37:33,541 ‫وعندما تجده تقول، "ها هو ذا!"‬ ‫لا، هذا ليس هو.‬ 696 00:37:33,625 --> 00:37:34,708 ‫"هذا إذًا." لا.‬ 697 00:37:34,791 --> 00:37:37,500 ‫أنت لست بقرة تلعق عمودًا خشبيًا.‬ 698 00:37:38,000 --> 00:37:38,958 ‫يجب أن تكون…‬ 699 00:37:39,041 --> 00:37:42,625 ‫تحتاج كل امرأة إلى أسلوب مختلف.‬ ‫يجب أن تداعب هذا الجزء وتضغط على ذاك.‬ 700 00:37:42,708 --> 00:37:45,000 ‫تصغي السمع وتراقب استجابتها. هذا أمر بديع.‬ 701 00:37:45,083 --> 00:37:47,916 ‫وبعد دقيقتين أو ثلاث،‬ ‫بعد أن تجد الوسيلة المثلى لإمتاعها،‬ 702 00:37:48,000 --> 00:37:49,875 ‫عندما تشعر بأنها بدأت تستمتع بالأمر،‬ 703 00:37:49,958 --> 00:37:51,375 ‫تصدر منها صرخة خافتة.‬ 704 00:37:51,458 --> 00:37:54,583 ‫وتبتعد عنك بمسافة نصف متر.‬ 705 00:37:54,666 --> 00:37:56,000 ‫وأنت جالس في مكانك هكذا…‬ 706 00:37:57,750 --> 00:38:00,208 ‫هناك جسر من اللعاب يتدلى من فمك، وتقول،‬ 707 00:38:01,083 --> 00:38:04,291 ‫"سحقًا! كان يجب أن أعلّم هذا الموقع‬ ‫بجهاز تموضع أو علامة مميزة."‬ 708 00:38:04,375 --> 00:38:07,208 ‫تخيّل نفسك تقرأ رواية "دون كيشوت"،‬ ‫ثم يسقط الكتاب من يدك،‬ 709 00:38:07,291 --> 00:38:10,916 ‫وتقول، "لم أضع علامة كتاب.‬ ‫لا أدري أين آخر جزء قرأته."‬ 710 00:38:12,166 --> 00:38:14,791 ‫أفهم جيدًا أنك قد تتحركين‬ ‫إذًا كان الأمر ممتعًا لك،‬ 711 00:38:14,875 --> 00:38:16,708 ‫لكن لا تتحركي، أرجوك.‬ 712 00:38:16,791 --> 00:38:19,416 ‫بدأت ألعق فرجك هنا وانتهى بي المطاف هناك.‬ 713 00:38:19,500 --> 00:38:23,500 ‫أبدو كمكنسة روبوت كهربية‬ ‫تبحث عن شاحنها. أرجوك!‬ 714 00:38:31,458 --> 00:38:32,333 ‫النصيحة الثالثة.‬ 715 00:38:32,833 --> 00:38:36,000 ‫لا تقلن أي شيء مهم ونحن بين سيقانكنّ.‬ 716 00:38:38,750 --> 00:38:39,958 ‫من الصعب أن نسمع أي شيء.‬ 717 00:38:42,125 --> 00:38:43,875 ‫ستُحرف الرسالة.‬ 718 00:38:46,041 --> 00:38:48,833 ‫كثيرًا ما تقول لي حبيبتي في الصباح،‬ 719 00:38:49,500 --> 00:38:51,208 ‫"ألم تشتر قهوة؟"‬ 720 00:38:53,291 --> 00:38:55,250 ‫"لم أكن أعلم أننا في حاجة إلى قهوة."‬ 721 00:38:55,750 --> 00:38:57,250 ‫"قلت لك هذا ليلة أمس."‬ 722 00:38:57,333 --> 00:38:58,541 ‫"ليلة أمس؟ متى؟"‬ 723 00:38:58,625 --> 00:39:01,000 ‫"ليلة أمس عندما كنت تمتّعني بفمك."‬ ‫فأجبتها قائلًا،‬ 724 00:39:01,958 --> 00:39:04,708 ‫"سمعت كلامًا كثيرًا، لكنني لم أفهم أيًا منه."‬ 725 00:39:04,791 --> 00:39:07,416 ‫كنت بين ساقيك وسمعت شيئًا أشبه بهذا…‬ 726 00:39:09,541 --> 00:39:10,375 ‫فرفعت رأسي هكذا…‬ 727 00:39:14,875 --> 00:39:18,166 ‫"خُيل إليّ أنك فقدت صوابك‬ ‫وكنت تغنّين إحدى أغاني (مالوما)."‬ 728 00:39:19,208 --> 00:39:22,166 ‫وأخيرًا، رابع وأهمّ نصيحة.‬ 729 00:39:24,166 --> 00:39:27,958 ‫هذا الأمر ليس قصة خيالية‬ ‫ولا أمنية ولا أسطورة حضرية.‬ 730 00:39:28,041 --> 00:39:29,875 ‫لا، هذا واقع.‬ 731 00:39:29,958 --> 00:39:32,375 ‫يمكنكنّ بلوغ هزة الجماع‬ 732 00:39:32,875 --> 00:39:34,625 ‫من خلال الإمتاع بالفم.‬ 733 00:39:34,708 --> 00:39:36,250 ‫هذا أمر بديع.‬ 734 00:39:36,333 --> 00:39:39,291 ‫هذا هدف يجب أن نطمح إليه دومًا.‬ 735 00:39:39,375 --> 00:39:41,375 ‫هذا أفضل شيء. اجتهدوا من أجله.‬ 736 00:39:41,958 --> 00:39:43,166 ‫لكن دعوني أخبركم بشيء.‬ 737 00:39:44,041 --> 00:39:45,041 ‫إن تمكنتنّ‬ 738 00:39:46,500 --> 00:39:49,791 ‫من بلوغ هزة الجماع بواسطة الإمتاع الفموي،‬ 739 00:39:51,166 --> 00:39:52,791 ‫فأرجوكنّ، لا تنسين أبدًا…‬ 740 00:39:55,875 --> 00:39:57,125 ‫هذا شيء في غاية الجدية.‬ 741 00:39:58,625 --> 00:39:59,791 ‫لا تنسين أبدًا‬ 742 00:40:01,416 --> 00:40:03,541 ‫أن ما بين سيقانكنّ…‬ 743 00:40:07,291 --> 00:40:08,625 ‫إنسان‬ 744 00:40:10,375 --> 00:40:12,791 ‫يريد أن يظل حيًا بعد ذلك.‬ 745 00:40:14,833 --> 00:40:15,708 ‫أرجوكنّ.‬ 746 00:40:18,416 --> 00:40:21,541 ‫لأنني أستطيع أن أفهم‬ ‫أنكنّ عندما تدركن أن هناك شيئًا‬ 747 00:40:21,625 --> 00:40:23,583 ‫بين سيقانكنّ يمنحكنّ المتعة،‬ 748 00:40:23,666 --> 00:40:27,041 ‫فستنشط غريزة بقائكنّ كفخ للدببة، وستقلن،‬ 749 00:40:27,125 --> 00:40:29,666 ‫"أريدك لنفسي لبقية حياتي."‬ 750 00:40:29,750 --> 00:40:31,958 ‫لكن ضعن في حسبانكنّ‬ ‫أن ذلك الشخص لديه مشاعر،‬ 751 00:40:32,041 --> 00:40:36,541 ‫ويحتاج إلى وصول قدر معيّن من الأكسجين‬ ‫إلى مخه، مفهوم؟‬ 752 00:40:36,625 --> 00:40:40,625 ‫رأيت أحداث حياتي تمرّ أمام عينيّ كوميض‬ ‫ثلاث أو أربع مرات في هذه المواقف.‬ 753 00:40:40,708 --> 00:40:42,208 ‫صدّقوني.‬ 754 00:40:44,041 --> 00:40:47,625 ‫لن أمتّع امرأة بفمي مجددًا إلا إذا كانت هناك‬ ‫رافعة ميكانيكية على الفراش.‬ 755 00:40:52,458 --> 00:40:54,375 ‫جرّبت كل الحيل. تظاهرت بأنني ميت.‬ 756 00:40:54,458 --> 00:40:57,166 ‫"ربما إن رأت فريسة ميتة،‬ ‫فسينتابها الضجر وتفتح ساقيها."‬ 757 00:40:57,666 --> 00:40:59,333 ‫وجرّبت وضع فازلين خلف أذنيّ‬ 758 00:40:59,416 --> 00:41:03,208 ‫كما تفعلون مع طفل أحمق‬ ‫لكيلا ينحشر رأسه في درابزين الدرج.‬ 759 00:41:03,291 --> 00:41:05,916 ‫وذات مرّة، وضعت بطيخة‬ ‫لكيلا تلاحظ أنني أفلتّ منها.‬ 760 00:41:06,000 --> 00:41:08,416 ‫وتحطمت البطيخة!‬ ‫كان يمكن أن يتحطم رأسي بدلًا منها!‬ 761 00:41:10,041 --> 00:41:11,541 ‫تماديتنّ أكثر من اللازم‬ 762 00:41:11,625 --> 00:41:15,250 ‫في تمارين الـ"بودي بامب"‬ ‫والـ"بيلاتيس" والـ"كروس فيت".‬ 763 00:41:15,333 --> 00:41:16,166 ‫أرجوكنّ!‬ 764 00:41:16,750 --> 00:41:17,583 ‫أرجوكنّ.‬ 765 00:41:19,250 --> 00:41:20,083 ‫أرجوكنّ.‬ 766 00:41:22,541 --> 00:41:24,708 ‫لا تعضنّ اليد التي تطعمكنّ.‬ 767 00:41:27,666 --> 00:41:32,250 ‫أسدي إليكنّ هذه النصائح‬ 768 00:41:32,333 --> 00:41:34,708 ‫كي يتسنى، اعتبارًا من اليوم،‬ 769 00:41:34,791 --> 00:41:36,541 ‫لأهالي هذه المدينة وكل من يشاهد هذا‬ 770 00:41:36,625 --> 00:41:40,208 ‫أن يعيشوا حياة أكثر بهجةً‬ ‫عندما يمارسون إمتاع المهبل فمويًا.‬ 771 00:41:40,291 --> 00:41:42,583 ‫أريد أن يكون الناس سعداء فحسب.‬ 772 00:41:42,666 --> 00:41:43,916 ‫الناس غاضبون جدًا.‬ 773 00:41:45,625 --> 00:41:49,291 ‫لكنني أعلم أن هناك دائمًا‬ ‫مجموعة من النساء قد تعترض على كلامي.‬ 774 00:41:49,375 --> 00:41:50,625 ‫سيقلن، "حسنًا، بالتأكيد.‬ 775 00:41:50,708 --> 00:41:55,458 ‫هذه نصائح لمن يمتلكنّ مهابل،‬ ‫لكن ماذا عمّن يمتلكون أعضاء ذكرية؟‬ 776 00:41:55,541 --> 00:41:58,166 ‫عندما تمتّعك امرأة بفمها،‬ ‫هل تفعل كل ما يجب عليك فعله؟"‬ 777 00:41:58,250 --> 00:42:01,458 ‫سأجيب قائلًا، "أنا؟ أستميحك عذرًا.‬ ‫لكنني أفعل ما هو مطلوب مني."‬ 778 00:42:02,208 --> 00:42:04,333 ‫أؤدي دوري على أكمل وجه.‬ 779 00:42:04,416 --> 00:42:07,416 ‫مثل ماذا؟‬ ‫أشياء ككوني متاحًا، على سبيل المثال.‬ 780 00:42:10,083 --> 00:42:11,416 ‫أوافق على هذا دائمًا.‬ 781 00:42:11,500 --> 00:42:14,583 ‫لم أوافق ذات مرّة،‬ ‫لكن كان ذلك في أثناء اعتراف في كنيسة.‬ 782 00:42:15,958 --> 00:42:16,916 ‫وبعدها…‬ 783 00:42:21,291 --> 00:42:22,833 ‫يجب أن أقول لكم‬ 784 00:42:22,916 --> 00:42:25,333 ‫إن أكثر من 90 بالمئة من المرات‬ 785 00:42:25,416 --> 00:42:29,083 ‫عندما عرضت عليّ امرأة أن تمتّعني بفمها،‬ 786 00:42:29,166 --> 00:42:31,583 ‫كان شعرها طويلًا.‬ 787 00:42:31,666 --> 00:42:34,666 ‫ولا يعقصن شعورهنّ إلى الخلف عادةً.‬ 788 00:42:34,750 --> 00:42:35,833 ‫ماذا يحدث عندئذ؟‬ 789 00:42:35,916 --> 00:42:39,500 ‫عندما أراهنّ يمتّعنني بهذا الشكل المذهل،‬ 790 00:42:39,583 --> 00:42:41,333 ‫أراهنّ يفعلن هذا…‬ 791 00:42:47,416 --> 00:42:49,833 ‫هل تراهنّ حقًا يفعلن هذا،‬ 792 00:42:50,750 --> 00:42:52,333 ‫ولا تفعل شيئًا حيال ذلك؟‬ 793 00:42:52,916 --> 00:42:54,916 ‫أنا دائمًا…‬ 794 00:43:00,583 --> 00:43:01,416 ‫وأنا…‬ 795 00:43:04,083 --> 00:43:07,666 ‫أقول لها، "ركّزي على ما تفعلينه فحسب. سوف…"‬ 796 00:43:07,750 --> 00:43:09,791 ‫وأعقص شعرها على هيئة ذيل حصان.‬ 797 00:43:09,875 --> 00:43:12,708 ‫أحيانًا بعد أن ينتهين، ينظرن إلى المرآة،‬ 798 00:43:12,791 --> 00:43:14,791 ‫ويقلن في ذهول، "ضفائر كاريبية؟" هذا بفضلي.‬ 799 00:43:22,041 --> 00:43:24,458 ‫"إن كان لديك وقت شاغر غدًا،‬ ‫فسأصبغ شعرك أيضًا."‬ 800 00:43:29,250 --> 00:43:31,708 ‫إحدى الأدوات التي ساعدتني‬ 801 00:43:32,208 --> 00:43:35,250 ‫كي أتغلّب على اكتئابي،‬ ‫ولا أخجل من الاعتراف بها،‬ 802 00:43:35,333 --> 00:43:37,166 ‫هي التفكير السحري.‬ 803 00:43:37,250 --> 00:43:41,416 ‫أعلم أن هناك أناسًا كثيرين قد يقولون،‬ ‫"كفاك هراءً يا (داني)، التفكير السحري…"‬ 804 00:43:41,500 --> 00:43:44,375 ‫هناك أناس لا يؤمنون بهذا أو… اسمعوا.‬ 805 00:43:44,958 --> 00:43:48,541 ‫التفكير السحري موجود بالفعل،‬ ‫سواءً آمنّا بوجوده وعرفنا ماهيته أم لا.‬ 806 00:43:48,625 --> 00:43:50,666 ‫هو موجود منذ مئات الأعوام.‬ 807 00:43:50,750 --> 00:43:53,791 ‫سبق لنا جميعًا ممارسة نوع من التفكير السحري‬ ‫من دون أن ندري.‬ 808 00:43:53,875 --> 00:43:56,000 ‫في عيد ميلادك مثلًا.‬ 809 00:43:56,541 --> 00:43:59,291 ‫تحصل على كعكة وفيها شموع، والشموع مضاءة.‬ 810 00:43:59,375 --> 00:44:02,708 ‫عائلتك وأصدقاؤك يغنّون، "عيد ميلاد سعيدًا."‬ 811 00:44:02,791 --> 00:44:05,208 ‫وبعد أن تنتهي الأغنية،‬ 812 00:44:05,291 --> 00:44:08,083 ‫تهمّ بإطفاء الشموع،‬ ‫لكنهم يستوقفونك قائلين، "لا، انتظر!‬ 813 00:44:08,583 --> 00:44:09,583 ‫تمنّ أمنية أولًا."‬ 814 00:44:10,791 --> 00:44:13,416 ‫برغم أنك لا تؤمن بهذا،‬ ‫إلا إنك تقول، "حسنًا، بالطبع."‬ 815 00:44:13,500 --> 00:44:15,833 ‫وتقول لنفسك، "إنهم لحوحون جدًا.‬ ‫سأفكر في أمنية."‬ 816 00:44:15,916 --> 00:44:18,958 ‫وتخطر ببالك أمنية رائعة.‬ 817 00:44:19,041 --> 00:44:21,166 ‫تقول لنفسك، "قد تتحقق على أي حال."‬ 818 00:44:22,500 --> 00:44:23,708 ‫هذا تفكير سحري.‬ 819 00:44:24,291 --> 00:44:26,666 ‫وهناك مثال آخر. في عصر أحد الأيام،‬ 820 00:44:26,750 --> 00:44:30,916 ‫لديك تحدّ أو حدث مرتقب،‬ 821 00:44:31,000 --> 00:44:33,416 ‫ويثير قلقك نوعًا ما لأنه صعب،‬ 822 00:44:33,500 --> 00:44:35,958 ‫ولديك ثوب أو قميص معيّن‬ 823 00:44:36,041 --> 00:44:38,833 ‫تربطك به صلة عاطفية لأي سبب.‬ 824 00:44:38,916 --> 00:44:41,125 ‫يعطيك حظًا حسنًا وتفاؤلًا وطاقة إيجابية.‬ 825 00:44:41,208 --> 00:44:44,958 ‫وتقولين لنفسك، "سأرتدي هذا الثوب اليوم‬ ‫لأنه سيساعدني على مواجهة هذا."‬ 826 00:44:45,041 --> 00:44:46,541 ‫هذا تفكير سحري.‬ 827 00:44:46,625 --> 00:44:49,958 ‫التفكير السحري هو عندما تكون في بيتك‬ ‫تحتسي قهوة الصباح،‬ 828 00:44:50,041 --> 00:44:51,125 ‫وتكون حزينًا ومتشائمًا،‬ 829 00:44:51,208 --> 00:44:53,708 ‫وهناك عبارة مبتذلة مطبوعة على قدحك‬ 830 00:44:53,791 --> 00:44:55,458 ‫يستهزئ بها الجميع.‬ 831 00:44:55,541 --> 00:44:59,833 ‫لكن إن ساعدتك تلك العبارة المبتذلة‬ ‫على مغادرة بيتك وأنت أفضل حالًا،‬ 832 00:44:59,916 --> 00:45:01,208 ‫فهذا يُعد تفكيرًا سحريًا،‬ 833 00:45:01,291 --> 00:45:03,416 ‫وهذا شيء حقيقي لأنه يساعدك.‬ 834 00:45:03,500 --> 00:45:06,083 ‫إن ساعدك هذا، فاستخدم أي تفكير سحري تشاء.‬ 835 00:45:06,166 --> 00:45:08,833 ‫على سبيل المثال،‬ ‫أستخدم التفكير السحري دائمًا.‬ 836 00:45:08,916 --> 00:45:11,250 ‫لكنني استخدمته أكثر‬ ‫في أثناء تلك الفترة العصيبة.‬ 837 00:45:11,333 --> 00:45:13,083 ‫استخدمته أكثر بكثير.‬ 838 00:45:13,166 --> 00:45:14,833 ‫على سبيل المثال، عندما أتمرن.‬ 839 00:45:14,916 --> 00:45:17,750 ‫أحب التمرّن. درست العلم الرياضي.‬ 840 00:45:17,833 --> 00:45:19,750 ‫لكن في الواقع، في أثناء تلك الفترة،‬ 841 00:45:19,833 --> 00:45:23,708 ‫نظرًا لأن كيمياء مخك لا تعمل بكامل كفاءتها،‬ 842 00:45:23,791 --> 00:45:25,000 ‫يشعر جسدك كله بهذا.‬ 843 00:45:25,083 --> 00:45:26,875 ‫لا تستطيع تأدية عملك. وتشعر بإحساس بغيض.‬ 844 00:45:26,958 --> 00:45:29,333 ‫الحزن يحبطك ويعوقك عن كل شيء.‬ 845 00:45:29,416 --> 00:45:31,416 ‫كنت أذهب للركض في متنزه "ريتيرو"،‬ 846 00:45:31,500 --> 00:45:34,541 ‫وذات يوم، مرّ بي ممثل إيمائي،‬ ‫فقلت، "هذا شيء محزن!‬ 847 00:45:35,083 --> 00:45:35,916 ‫هذا شيء محزن."‬ 848 00:45:36,416 --> 00:45:39,375 ‫أستمتع جدًا بالركض في متنزه "مدريد ريو".‬ 849 00:45:39,458 --> 00:45:42,708 ‫وأتذكّر عندما كنت أركض ذات يوم.‬ ‫كنت قد ركضت لمسافة كيلومتر.‬ 850 00:45:42,791 --> 00:45:44,958 ‫وقلت لنفسي،‬ ‫"ويلاه، لا أستطيع الركض أكثر من هذا."‬ 851 00:45:45,041 --> 00:45:47,833 ‫أردت أن أبكي. لم يتبقّ لديّ شيء.‬ 852 00:45:47,916 --> 00:45:48,791 ‫قلت لنفسي…‬ 853 00:45:48,875 --> 00:45:51,875 ‫قلت، "هيّا يا (داني)،‬ ‫جرّب بعض التفكير السحري.‬ 854 00:45:51,958 --> 00:45:53,166 ‫امض قُدمًا."‬ 855 00:45:53,250 --> 00:45:55,541 ‫ونظرت إلى الأمام قُدمًا،‬ 856 00:45:55,625 --> 00:45:57,083 ‫وعلى بُعد 500 متر تقريبًا،‬ 857 00:45:57,583 --> 00:45:59,250 ‫رأيت نفقًا.‬ 858 00:45:59,333 --> 00:46:00,750 ‫أو جسرًا، لا أدري.‬ 859 00:46:02,666 --> 00:46:04,416 ‫كان على مبعدة 500 متر تقريبًا.‬ 860 00:46:04,500 --> 00:46:05,750 ‫وقلت لنفسي،‬ 861 00:46:06,333 --> 00:46:07,875 ‫"حسنًا، إن وصلت إلى هناك‬ 862 00:46:08,583 --> 00:46:10,916 ‫في غضون دقيقتين ونصف…"‬ 863 00:46:12,250 --> 00:46:13,833 ‫اختلقت شيئًا في تلك اللحظة.‬ 864 00:46:13,916 --> 00:46:14,791 ‫قلت لنفسي،‬ 865 00:46:15,583 --> 00:46:17,458 ‫"فسيتحرر والداي‬ 866 00:46:18,291 --> 00:46:20,208 ‫اللذان اختُطفا‬ 867 00:46:21,791 --> 00:46:22,875 ‫في (كولومبيا)‬ 868 00:46:24,500 --> 00:46:26,875 ‫على أيدي عصابة مخدرات."‬ 869 00:46:28,291 --> 00:46:29,250 ‫لم يكن ذلك حقيقيًا،‬ 870 00:46:29,791 --> 00:46:31,458 ‫لكنني صدّقته.‬ 871 00:46:31,541 --> 00:46:34,958 ‫كان حريًا بكم أن تروني في ذلك اليوم‬ ‫وأنا أركض على ضفاف نهر "مدريد".‬ 872 00:46:35,041 --> 00:46:36,291 ‫أخذت أقول،‬ 873 00:46:36,375 --> 00:46:39,375 ‫"والداي!"‬ 874 00:46:39,458 --> 00:46:41,666 ‫ووصلت إلى الجسر في خلال دقيقتين ونصف.‬ 875 00:46:41,750 --> 00:46:43,833 ‫هل التفكير السحري فعّال أم لا؟‬ 876 00:46:44,625 --> 00:46:47,416 ‫حققت مبتغاي. لم يكن الأمر صحيحًا في الواقع.‬ 877 00:46:47,500 --> 00:46:48,875 ‫كان من نسج خيالي بالتأكيد،‬ 878 00:46:48,958 --> 00:46:51,125 ‫لأن والديّ ما زالا رهينتين.‬ 879 00:47:02,000 --> 00:47:04,291 ‫سأطلب منكم صنيعًا صغيرًا.‬ 880 00:47:04,875 --> 00:47:08,458 ‫ارفعوا أيديكم‬ ‫إن كان لديكم أحباب أو حبيبات.‬ 881 00:47:08,541 --> 00:47:11,541 ‫ليس من الضرورة أن يكونوا معكم هنا،‬ ‫لكن لديكم أحباب.‬ 882 00:47:11,625 --> 00:47:13,250 ‫لا تقلقوا. لن يكون الأمر شخصيًا.‬ 883 00:47:13,333 --> 00:47:14,958 ‫أريد فقط أن أرى صورة عامة…‬ 884 00:47:15,041 --> 00:47:17,208 ‫ارفعوا أيديكم‬ ‫إن كان لديكم أحباب أو حبيبات.‬ 885 00:47:18,166 --> 00:47:19,041 ‫حسنًا.‬ 886 00:47:19,125 --> 00:47:22,291 ‫أجل، هذا نصف عدد الحاضرين عادةً،‬ ‫ربما أكثر أو أقلّ قليلًا.‬ 887 00:47:22,375 --> 00:47:23,708 ‫هناك سلوك غريب.‬ 888 00:47:24,208 --> 00:47:26,500 ‫حسنًا، شكرًا. قد يرفع شخص يده أحيانًا،‬ 889 00:47:26,583 --> 00:47:28,625 ‫فينظر إليه الشخص المجاور، "ماذا؟" "لسنا…"‬ 890 00:47:30,500 --> 00:47:31,500 ‫هذا وضع غير محسوم.‬ 891 00:47:31,583 --> 00:47:35,166 ‫إن كان هذا صحيحًا،‬ ‫فسأضيف ملحوظة، "يريد أن يواعدني."‬ 892 00:47:35,250 --> 00:47:36,583 ‫هذا يجعل الأمور مفهومة.‬ 893 00:47:38,875 --> 00:47:40,875 ‫سأصارحكم بحقيقة غير مريحة.‬ 894 00:47:41,833 --> 00:47:44,000 ‫وهذه هي الحقيقة المطلقة الوحيدة‬ 895 00:47:44,583 --> 00:47:45,916 ‫التي سأخبركم بها الليلة.‬ 896 00:47:47,500 --> 00:47:49,625 ‫يكذب كل الأزواج على بعضهم بعضًا.‬ 897 00:47:51,750 --> 00:47:52,583 ‫كلّهم.‬ 898 00:47:54,125 --> 00:47:55,750 ‫هل يخالفني أحد الرأي؟‬ 899 00:48:00,083 --> 00:48:00,916 ‫حسنًا.‬ 900 00:48:01,916 --> 00:48:05,083 ‫لكن اسمعوا، سنتحدث عن هذا لاحقًا.‬ 901 00:48:05,166 --> 00:48:06,000 ‫اتفقنا؟‬ 902 00:48:06,541 --> 00:48:09,291 ‫سأكون كأحد الطهاة‬ ‫الذين تشاهدونهم على شاشة التلفاز.‬ 903 00:48:09,375 --> 00:48:10,541 ‫يخلطون مكونات صلصة،‬ 904 00:48:10,625 --> 00:48:14,000 ‫ويقولون، "سنضع هذه الصلصة جانبًا‬ ‫لوقت لاحق…"‬ 905 00:48:15,750 --> 00:48:16,750 ‫إنها هناك، حسنًا؟‬ 906 00:48:16,833 --> 00:48:18,416 ‫لن أنسى هذا الموضوع. إنه هناك.‬ 907 00:48:19,208 --> 00:48:22,916 ‫حسنًا، لديّ أداة أخرى أودّ أن أخبركم بها.‬ 908 00:48:23,916 --> 00:48:24,958 ‫التأمّل.‬ 909 00:48:25,041 --> 00:48:27,083 ‫ساعدني التأمّل بشدة.‬ 910 00:48:27,166 --> 00:48:31,583 ‫عندما يسمع بعض الناس هذا يقولون،‬ ‫"دعك من موضع التأمّل هذا يا (داني).‬ 911 00:48:32,083 --> 00:48:33,458 ‫هذا من أجل ممارسي اليوغا.‬ 912 00:48:33,541 --> 00:48:35,875 ‫أولئك الأشخاص الروحانيون‬ ‫الذين يتخذون وضعيات عجيبة."‬ 913 00:48:35,958 --> 00:48:37,041 ‫لا.‬ 914 00:48:37,125 --> 00:48:39,791 ‫يستطيع أي شخص ممارسة التأمّل. أنا أمارسه.‬ 915 00:48:39,875 --> 00:48:42,625 ‫ولديّ حتّى تطبيق على هاتفي الخلوي‬ ‫يساعدني على التأمّل.‬ 916 00:48:42,708 --> 00:48:44,708 ‫وهذا كل شيء. الأمر ليس معقدًا.‬ 917 00:48:44,791 --> 00:48:45,958 ‫يجب أن تجرّبوه.‬ 918 00:48:46,041 --> 00:48:48,208 ‫كيف أستطيع أن أشرح‬ 919 00:48:48,291 --> 00:48:51,541 ‫ما يعنيه التأمّل بالنسبة إليّ‬ ‫في سياق كلمات معدودة؟‬ 920 00:48:51,625 --> 00:48:52,458 ‫بالنسبة إليّ.‬ 921 00:48:52,958 --> 00:48:56,291 ‫بالنسبة إليّ، التأمل هو أن تقرر‬ 922 00:48:56,375 --> 00:48:59,083 ‫تخصيص خمس أو عشر أو ربما 15 دقيقة يوميًا،‬ 923 00:48:59,166 --> 00:49:00,375 ‫لا داعي لأي وقت أكثر،‬ 924 00:49:00,458 --> 00:49:04,541 ‫حيث تختار أن تركّز كليًا على ذاتك‬ 925 00:49:04,625 --> 00:49:08,000 ‫وتتجاهل كل الضجيج الخارجي‬ 926 00:49:08,500 --> 00:49:10,666 ‫كي تواجه ضجيجك الداخلي‬ 927 00:49:10,750 --> 00:49:13,375 ‫الذي قد يكون أكثر صخبًا أحيانًا، صحيح؟‬ 928 00:49:13,875 --> 00:49:17,000 ‫وفي أثناء ذلك الوقت، عندما تركّز على ذاتك،‬ 929 00:49:17,500 --> 00:49:19,625 ‫المغزى الأساسي من هذا التدريب‬ 930 00:49:20,625 --> 00:49:23,500 ‫هو أن تدرك ذاتك الحقيقية‬ ‫والمكان واللحظة الراهنين.‬ 931 00:49:23,583 --> 00:49:26,833 ‫حاول ألّا تدع عقلك يشرد إلى أي شيء آخر.‬ 932 00:49:27,875 --> 00:49:31,750 ‫ركّز على جسدك والغرفة ووضعيتك فحسب.‬ 933 00:49:31,833 --> 00:49:34,000 ‫هناك مرتكزات تساعد على ذلك،‬ 934 00:49:34,083 --> 00:49:35,833 ‫كالتنفس مثلًا.‬ 935 00:49:35,916 --> 00:49:39,708 ‫إذا ظللت تركّز على تنفسك في أثناء التأمّل،‬ 936 00:49:39,791 --> 00:49:43,750 ‫فلا شيء يعبّر عن المكان واللحظة الراهنين‬ ‫أكثر من تنفسك.‬ 937 00:49:43,833 --> 00:49:46,250 ‫وأيضًا… اسمعوا، سأقدّم إليكم عرضًا سريعًا،‬ 938 00:49:46,750 --> 00:49:51,083 ‫نبذة قصيرة عن شكل التأمّل‬ ‫في الحياة اليومية، اتفقنا؟‬ 939 00:49:51,166 --> 00:49:54,625 ‫ما ستسمعونه الآن هو حواري الداخلي الذاتي،‬ 940 00:49:54,708 --> 00:49:57,625 ‫كأنني أفكر بصوت مسموع.‬ 941 00:49:57,708 --> 00:49:59,000 ‫يبدأ الأمر بصوت ناقوس،‬ 942 00:49:59,083 --> 00:50:00,500 ‫وينتهي بصوت ناقوس آخر،‬ 943 00:50:00,583 --> 00:50:04,958 ‫ويجب أن تكون وضعيتي مريحة‬ ‫لكن معتدلة، اتفقنا؟‬ 944 00:50:06,083 --> 00:50:09,250 ‫يمكنكم أن تجلسوا على الأرض على وسادة‬ ‫أو على مقعد…‬ 945 00:50:09,333 --> 00:50:12,333 ‫يجب ألّا يكون الأمر متكلفًا،‬ ‫بل شيء بسيط على النحو التالي.‬ 946 00:50:22,416 --> 00:50:24,500 ‫حسنًا، فلنر كيف يسير اليوم.‬ 947 00:50:25,916 --> 00:50:28,250 ‫فلنبدأ بالتنفس.‬ 948 00:50:29,333 --> 00:50:30,166 ‫هيّا بنا.‬ 949 00:50:30,666 --> 00:50:31,541 ‫تنفس.‬ 950 00:50:32,583 --> 00:50:33,916 ‫شهيق.‬ 951 00:50:36,958 --> 00:50:38,000 ‫ازفر.‬ 952 00:50:39,958 --> 00:50:41,458 ‫شهيق.‬ 953 00:50:41,541 --> 00:50:42,833 ‫شهيق.‬ 954 00:50:43,375 --> 00:50:44,750 ‫الشهيق مثل…‬ 955 00:50:45,250 --> 00:50:47,375 ‫الشهيق أشبه بفكرة تراود عقلي، هذا يلهمني.‬ 956 00:50:47,458 --> 00:50:50,708 ‫أجل، هذه فكرة جيدة.‬ ‫عندما آخذ شهيقًا، يلهمني هذا.‬ 957 00:50:50,791 --> 00:50:53,250 ‫والزفير… سحقًا، كأنني ألفظ أنفاسي الأخيرة.‬ 958 00:50:53,333 --> 00:50:54,833 ‫تخطر لي فكرة، ثم أموت.‬ 959 00:50:55,416 --> 00:50:57,083 ‫أفقد تركيزي. هيّا.‬ 960 00:50:57,166 --> 00:51:00,458 ‫هيّا. ركّز يا "داني". ركّز على تنفسك.‬ 961 00:51:00,958 --> 00:51:01,916 ‫خطرت لي فكرة.‬ 962 00:51:02,000 --> 00:51:06,458 ‫سأتابع تدفّق الهواء‬ ‫وهو يتحرك عبر جهازي التنفسي.‬ 963 00:51:06,541 --> 00:51:07,375 ‫فلنر.‬ 964 00:51:08,625 --> 00:51:11,375 ‫يدخل الهواء عبر منخاريّ.‬ 965 00:51:12,583 --> 00:51:13,958 ‫ثم ينتقل إلى…‬ 966 00:51:17,833 --> 00:51:18,666 ‫ما اسمه؟‬ 967 00:51:19,166 --> 00:51:21,375 ‫الحلق؟ لا، ما اسمه؟‬ 968 00:51:21,458 --> 00:51:22,958 ‫البلعوم، صحيح؟‬ 969 00:51:24,041 --> 00:51:26,541 ‫القصبة الهوائية! أجل، القصبة الهوائية.‬ 970 00:51:27,083 --> 00:51:29,875 ‫عجبًا، الناس الذي يُجرون شقًا للقصبة الهوائية‬ ‫شجعان بحق.‬ 971 00:51:30,458 --> 00:51:33,541 ‫يشقّون القصبة الهوائية ويثبّتون قلمًا.‬ ‫ويلاه، هذا أمر جنوني!‬ 972 00:51:33,625 --> 00:51:35,708 ‫حسنًا، فقدت التركيز مجددًا. هيّا.‬ 973 00:51:35,791 --> 00:51:36,916 ‫هيّا بنا.‬ 974 00:51:37,000 --> 00:51:37,875 ‫ها أنا ذا.‬ 975 00:51:38,375 --> 00:51:40,666 ‫حسنًا، آخذ شهيقًا عبر أنفي.‬ 976 00:51:40,750 --> 00:51:44,958 ‫يقولون إننا يجب أن نتنفس من الأنف‬ ‫لأنه يحتوي على شعيرات دقيقة الحجم‬ 977 00:51:45,041 --> 00:51:48,166 ‫تحتجز جزيئات الغبار والبكتيريا.‬ 978 00:51:50,125 --> 00:51:54,166 ‫عجبًا، شعر أنفي ينمو منذ أعوام!‬ 979 00:51:54,250 --> 00:51:55,666 ‫وأتساءل قائلًا، "ما هذا؟"‬ 980 00:51:56,166 --> 00:51:59,583 ‫وينمو شعر أذنيّ أيضًا. أحيانًا…‬ 981 00:51:59,666 --> 00:52:03,125 ‫أنظر إلى صورتي في المرآة أحيانًا وأقول،‬ ‫"سحقًا، أشبه حيوان وشق."‬ 982 00:52:03,625 --> 00:52:05,625 ‫حسنًا، هيّا. هيّا بنا.‬ 983 00:52:05,708 --> 00:52:07,125 ‫سأركّز الآن. هيّا.‬ 984 00:52:08,583 --> 00:52:09,416 ‫حسنًا.‬ 985 00:52:10,916 --> 00:52:12,208 ‫شهيق.‬ 986 00:52:15,166 --> 00:52:18,291 ‫عجبًا، لماذا يستوردون كل هذا الأفوكادو‬ ‫من "نيوزيلندا"؟‬ 987 00:52:29,291 --> 00:52:30,333 ‫هذا ما أفعله.‬ 988 00:52:32,291 --> 00:52:33,291 ‫هذا ما يحدث.‬ 989 00:52:35,541 --> 00:52:37,750 ‫عقلك يشرد باستمرار.‬ 990 00:52:37,833 --> 00:52:40,666 ‫لا أعدّ الأمر حتّى بمنزلة معركة.‬ ‫بل هو أقرب إلى رقصة.‬ 991 00:52:40,750 --> 00:52:43,416 ‫عندما تدرك أن عقلك شرد،‬ 992 00:52:43,500 --> 00:52:45,791 ‫تعاود الكرّة وتركّز مجددًا.‬ 993 00:52:45,875 --> 00:52:49,916 ‫ليس هناك ما يُسمى بتأمّل سيئ.‬ ‫يجب أن تجرّبوا هذا. إنه مذهل.‬ 994 00:52:59,333 --> 00:53:02,208 ‫يكذب كل الأزواج على بعضهم بعضًا.‬ 995 00:53:03,583 --> 00:53:04,458 ‫كلّهم.‬ 996 00:53:05,416 --> 00:53:06,333 ‫يكذب عليها.‬ 997 00:53:06,875 --> 00:53:07,875 ‫وتكذب عليه.‬ 998 00:53:08,583 --> 00:53:09,500 ‫ويكذب عليه.‬ 999 00:53:10,041 --> 00:53:10,958 ‫وتكذب عليها.‬ 1000 00:53:11,458 --> 00:53:12,666 ‫هما يكذبان عليهما.‬ 1001 00:53:12,750 --> 00:53:13,875 ‫والصديق يكذب على الصديق.‬ 1002 00:53:13,958 --> 00:53:15,708 ‫وحتّى الدجاجة تكذب على الديك.‬ 1003 00:53:16,708 --> 00:53:19,208 ‫كلّهم. لا تُوجد استثناءات.‬ 1004 00:53:23,625 --> 00:53:26,708 ‫لأن في كل علاقة،‬ 1005 00:53:26,791 --> 00:53:30,958 ‫في مرحلة ما، ربما في أثناء لحظة حميمية،‬ 1006 00:53:31,041 --> 00:53:34,291 ‫عندما ينظر أحد الشريكين إلى الآخر ويسأله،‬ 1007 00:53:35,083 --> 00:53:35,916 ‫"عزيزي،‬ 1008 00:53:38,000 --> 00:53:39,458 ‫فيم تفكر؟"‬ 1009 00:53:44,541 --> 00:53:48,125 ‫وفي 99.9 بالمئة من المرات،‬ 1010 00:53:48,208 --> 00:53:49,750 ‫الإجابة…‬ 1011 00:53:50,250 --> 00:53:51,333 ‫لا شيء.‬ 1012 00:53:51,416 --> 00:53:52,291 ‫"لا شيء."‬ 1013 00:53:53,416 --> 00:53:54,250 ‫"لا شيء."‬ 1014 00:53:56,333 --> 00:53:57,166 ‫"لا شيء."‬ 1015 00:53:59,375 --> 00:54:00,208 ‫"لا شيء."‬ 1016 00:54:01,583 --> 00:54:02,916 ‫هذه كذبة مفضوحة.‬ 1017 00:54:05,000 --> 00:54:07,625 ‫ما تقوله إذًا‬ 1018 00:54:07,708 --> 00:54:10,041 ‫هو أن شخصًا يمارس التأمّل منذ 11 عامًا…‬ 1019 00:54:10,125 --> 00:54:11,250 ‫11 عامًا!‬ 1020 00:54:11,333 --> 00:54:13,958 ‫أمضى مئات الساعات في التأمّل،‬ 1021 00:54:14,041 --> 00:54:16,166 ‫وإن سألني أحد، "كم من تلك الفترة‬ 1022 00:54:16,250 --> 00:54:18,666 ‫كان ذهنك خاويًا تمامًا بالفعل؟"‬ 1023 00:54:18,750 --> 00:54:21,250 ‫فسأقول، "ربما لمدة ثانيتين أو ثلاث‬ ‫طيلة حياتي."‬ 1024 00:54:21,750 --> 00:54:25,416 ‫وبصراحة، تلك الثواني كانت على الأرجح‬ ‫قبل أن أطلق ريحًا مباشرةً.‬ 1025 00:54:25,500 --> 00:54:27,375 ‫عندما تطلق ريحًا، يكون عقلك مثل…‬ 1026 00:54:27,458 --> 00:54:29,833 ‫أتقول لي إذًا‬ 1027 00:54:29,916 --> 00:54:32,041 ‫أيها الوضيع الأحمق‬ 1028 00:54:32,125 --> 00:54:34,458 ‫إنه عندما يسألك أحد عمّا تفكر فيه،‬ ‫يكون ذهنك خاويًا؟‬ 1029 00:54:34,541 --> 00:54:37,916 ‫بالتأكيد. من أنت؟ "سيدارتا غوتاما"؟‬ 1030 00:54:38,583 --> 00:54:41,750 ‫من أنت؟ "كريشنامورتي"؟‬ 1031 00:54:41,833 --> 00:54:43,875 ‫من أنت؟ "مهاتما غاندي"؟‬ 1032 00:54:43,958 --> 00:54:45,708 ‫من أنت؟ "بوذا"؟‬ 1033 00:54:45,791 --> 00:54:47,416 ‫من أنت؟ "شيفا"؟‬ 1034 00:54:47,500 --> 00:54:50,541 ‫أنت كذّاب كبير.‬ 1035 00:54:51,333 --> 00:54:53,583 ‫قلها! أخبرني بما تفكر فيه.‬ 1036 00:54:53,666 --> 00:54:57,416 ‫هذا لا يعني أننا لا نفصح عن هذا‬ ‫لأننا نفكر في أفكار سيئة باستمرار.‬ 1037 00:54:57,500 --> 00:54:59,208 ‫مثل، "فيم تفكر يا عزيزي؟"‬ 1038 00:54:59,291 --> 00:55:01,708 ‫"كنت أفكر في ممارسة جنس جماعي مع 50 شخصًا،‬ 1039 00:55:01,791 --> 00:55:04,750 ‫بينما تشاهدنا أمك وتداعب نفسها…" لا!‬ 1040 00:55:04,833 --> 00:55:07,333 ‫لن أقول هذا، لكن ربما، "فيم تفكر؟"‬ 1041 00:55:07,416 --> 00:55:09,541 ‫وتجيب قائلًا، "أتظنين أنني سأخبرك؟ مستحيل!"‬ 1042 00:55:10,125 --> 00:55:12,500 ‫أنت غارق في أحلام اليقظة.‬ ‫"مستحيل أن أخبرك!‬ 1043 00:55:12,583 --> 00:55:16,416 ‫كنت أتخيل أن طولي أربعة أمتار‬ ‫وجالس على الشاطئ.‬ 1044 00:55:16,500 --> 00:55:20,083 ‫وساقاي عبارة عن قطعتي (إكلير)‬ ‫وأحمل في يدي مصاصة عملاقة تبرز منها أشواك،‬ 1045 00:55:20,166 --> 00:55:22,583 ‫وكنت أصارع كعكة إسفنجية عملاقة شريرة‬ 1046 00:55:22,666 --> 00:55:24,666 ‫تريد تدمير كوكبنا.‬ 1047 00:55:26,166 --> 00:55:27,375 ‫ما رأيك؟"‬ 1048 00:55:28,500 --> 00:55:30,708 ‫قُلها. أتحداك أن تقولها.‬ 1049 00:55:31,541 --> 00:55:32,750 ‫ودعني أخبرك بشيء،‬ 1050 00:55:34,125 --> 00:55:36,041 ‫إن قلت هذا لحبيبتك‬ 1051 00:55:37,958 --> 00:55:39,916 ‫وقررت أن تظل معك بعدها،‬ 1052 00:55:41,875 --> 00:55:43,208 ‫فهي توأم روحك الحقيقية.‬ 1053 00:55:44,125 --> 00:55:45,250 ‫هي توأم روحك الحقيقية.‬ 1054 00:55:51,958 --> 00:55:53,375 ‫لكن دعوني أخبركم بأمر آخر.‬ 1055 00:55:54,083 --> 00:55:56,333 ‫هناك خيار آخر مقبول كليًا‬ 1056 00:55:56,416 --> 00:55:59,750 ‫إن سألتك شريكة حياتك عمّا تفكر فيه،‬ 1057 00:55:59,833 --> 00:56:02,916 ‫وأجبتها قائلًا، "اسمعي يا حبيبتي،‬ ‫لا أظن أن من اللائق الآن‬ 1058 00:56:03,000 --> 00:56:07,416 ‫أن أخبرك بما أفكر فيه لأن أفكاري خصوصية."‬ 1059 00:56:14,083 --> 00:56:16,541 ‫أظن أن قصة الكعكة الإسفنجية‬ ‫ستكون أقلّ خطورةً.‬ 1060 00:56:19,000 --> 00:56:23,833 ‫أشجّعكم على أن يسأل بعضكم بعضًا‬ ‫عشوائيًا، وتردّون بإجابات صادقة.‬ 1061 00:56:23,916 --> 00:56:25,333 ‫ستكون النتائج مذهلة.‬ 1062 00:56:28,208 --> 00:56:32,833 ‫أظن أننا نعيش حاليًا في عصر جديد،‬ ‫في حقبة اجتماعية جيدة،‬ 1063 00:56:32,916 --> 00:56:35,583 ‫حيث نرى مزيدًا من التركيز والتعاطف‬ 1064 00:56:35,666 --> 00:56:38,791 ‫والعطف والقيمة المُعطاة،‬ ‫كيفما تريدوا وصف الأمر،‬ 1065 00:56:38,875 --> 00:56:43,916 ‫فيما يتعلق بالصحة النفسية أو انعدامها.‬ 1066 00:56:44,000 --> 00:56:48,375 ‫في العصر الحالي، أصبحنا على دراية جيدة‬ ‫بأمراض واضطرابات نفسية معيّنة.‬ 1067 00:56:48,458 --> 00:56:51,333 ‫وتسمية الأمور بأسماء واضحة تجعلها حقيقية،‬ 1068 00:56:51,416 --> 00:56:54,625 ‫وهذا يشكّل فارقًا كبيرًا‬ ‫في كيفية اهتمامنا بها.‬ 1069 00:56:54,708 --> 00:57:00,083 ‫لا أدري إن كان أي منكم ممن في مثل سنّي‬ ‫أو يكبرونني سنًا يشعر بهذا أيضًا،‬ 1070 00:57:00,166 --> 00:57:02,208 ‫لكن منذ نحو 15 أو 20 عامًا،‬ 1071 00:57:02,291 --> 00:57:06,958 ‫كان كل ما يتعلق بالصحة النفسية‬ ‫يُصنف ضمن فئة واحدة،‬ 1072 00:57:07,041 --> 00:57:09,458 ‫فئة "المجانين" الموصومة اجتماعيًا.‬ 1073 00:57:09,541 --> 00:57:11,291 ‫كل شيء يُصنف ضمن فئة واحدة.‬ 1074 00:57:11,375 --> 00:57:14,083 ‫وكانت أمرًا يجب أن تتحاشاه باستماتة.‬ 1075 00:57:14,166 --> 00:57:17,583 ‫"هذا الرجل يبكي باستمرار،‬ ‫لا بد أنه مجنون. هذا الرجل ثمل باستمرار.‬ 1076 00:57:17,666 --> 00:57:20,041 ‫هذا الرجل يصيح باستمرار. لا بد أنه مجنون."‬ 1077 00:57:20,125 --> 00:57:24,458 ‫وفي عصرنا الحالي، نتعامل مع مثل هذه الأمور‬ ‫بأسلوب أكثر تعاطفًا.‬ 1078 00:57:24,541 --> 00:57:27,208 ‫وأظن أن هذا أمر يستحق أن نحتفي به.‬ 1079 00:57:28,125 --> 00:57:29,333 ‫ودعوني أخبركم أيضًا…‬ 1080 00:57:29,833 --> 00:57:31,166 ‫دعوني أخبركم بشيء آخر.‬ 1081 00:57:31,250 --> 00:57:34,125 ‫فيما بين شخص يتصرف بغرابة وحماقة…‬ 1082 00:57:36,833 --> 00:57:38,916 ‫وآخر سقط على رأسه عندما كان رضيعًا،‬ 1083 00:57:40,833 --> 00:57:42,333 ‫في إطار هذا النطاق…‬ 1084 00:57:46,416 --> 00:57:47,958 ‫كلنا موجودون في هذا النطاق.‬ 1085 00:57:48,458 --> 00:57:50,625 ‫ولا واحد منا يتمتع‬ 1086 00:57:51,125 --> 00:57:52,583 ‫باتزان عقلي بنسبة مئة بالمئة،‬ 1087 00:57:53,125 --> 00:57:54,750 ‫إن كنت لا تعاني حركات لا إرادية،‬ 1088 00:57:56,500 --> 00:57:57,708 ‫فأنت تعاني وسواسًا قهريًا.‬ 1089 00:57:59,708 --> 00:58:01,750 ‫أو مهووس بالـ"تيك توك". لا أدري أيها أسوأ.‬ 1090 00:58:03,125 --> 00:58:04,041 ‫أعني…‬ 1091 00:58:08,625 --> 00:58:14,208 ‫لكن من بين كل الاعتلالات والأمراض،‬ 1092 00:58:15,833 --> 00:58:19,583 ‫أريد أن أسلّط الضوء على اثنين تحديدًا،‬ ‫يُعدان أهمّ مرضين نفسيين على الإطلاق.‬ 1093 00:58:19,666 --> 00:58:21,250 ‫ليس لأنهما الأروع،‬ 1094 00:58:21,333 --> 00:58:25,291 ‫بل لأنهما يبدوان الأكثر تأصلًا في المجتمع.‬ 1095 00:58:25,375 --> 00:58:30,291 ‫إن لم نكن مصابين بهما، فسنُصاب بهما،‬ ‫أو سيُصاب بهما شخص مُقرب إلينا.‬ 1096 00:58:30,791 --> 00:58:33,750 ‫أتحدّث عن التوتر المرضي.‬ 1097 00:58:35,291 --> 00:58:36,291 ‫هذا أمر جلل، صحيح؟‬ 1098 00:58:37,458 --> 00:58:38,541 ‫والاكتئاب.‬ 1099 00:58:39,583 --> 00:58:40,416 ‫حسنًا.‬ 1100 00:58:40,916 --> 00:58:44,875 ‫بالنسبة إلى من يعانون التوتر، هذا أمر سيئ.‬ 1101 00:58:44,958 --> 00:58:48,583 ‫دعونا لا نضفي عليه طابعًا رومانسيًا‬ ‫أو نحاول تجميله.‬ 1102 00:58:48,666 --> 00:58:50,291 ‫التوتر أمر سيئ.‬ 1103 00:58:50,375 --> 00:58:52,833 ‫أقاسيه منذ عدة أعوام.‬ 1104 00:58:52,916 --> 00:58:56,166 ‫في الآونة الأخيرة، أصبحت درجة حدّته‬ ‫أربعة أو خمسة من عشرة.‬ 1105 00:58:56,250 --> 00:58:58,916 ‫ثم تتصاعد درجة حدّته.‬ ‫يجب أن تجدوا وسيلة للتعامل معه.‬ 1106 00:58:59,000 --> 00:59:02,416 ‫حاولت القضاء عليه لأعوام طويلة.‬ 1107 00:59:02,500 --> 00:59:04,125 ‫حاولت أن أستأصل التوتر من حياتي.‬ 1108 00:59:04,208 --> 00:59:07,958 ‫والآن أنا في طور تقبّله والتعايش معه.‬ 1109 00:59:08,041 --> 00:59:10,041 ‫بدأت أتقبّل كوني مصابًا بتوتر مرضي،‬ 1110 00:59:10,125 --> 00:59:13,333 ‫وعندما أعاني نوبة توتر،‬ ‫أحاول أن أتحكّم فيها بأفضل شكل ممكن‬ 1111 00:59:13,416 --> 00:59:16,041 ‫وأن أفهم أنها أشبه بغيمة‬ ‫تأتي بلا سابق إنذار.‬ 1112 00:59:16,125 --> 00:59:18,458 ‫لكنها ترحل أيضًا بلا سابق إنذار.‬ 1113 00:59:19,375 --> 00:59:23,166 ‫فلنفترض أنكم تعرّضتم لنوبة توتر‬ ‫بعد الظهيرة،‬ 1114 00:59:23,250 --> 00:59:26,208 ‫لكن في صبيحة اليوم ذاته، هددكم شخص بسكين.‬ 1115 00:59:26,291 --> 00:59:30,875 ‫كلا الأمرين سيئ. لكن هذا أمر منطقي جدًا.‬ ‫إن حدث الأمر "إيه" فسيعقبه "بي".‬ 1116 00:59:30,958 --> 00:59:35,041 ‫فهم السبب سيُشعرك بالسكينة.‬ ‫"تعرّضت لسطو مسلح صباح اليوم. هذا طبيعي."‬ 1117 00:59:35,125 --> 00:59:39,458 ‫أسوأ شيء يميّز التوتر‬ ‫هو عندما يصيبك بشكل مفاجئ.‬ 1118 00:59:39,541 --> 00:59:42,208 ‫قد تكون جالسًا في بيتك مسترخيًا،‬ 1119 00:59:42,291 --> 00:59:44,625 ‫وكل شيء يسير على ما يُرام،‬ 1120 00:59:44,708 --> 00:59:46,875 ‫ثم تشعر بغتةً بسحابة عاصفة تخيّم عليك.‬ 1121 00:59:46,958 --> 00:59:49,541 ‫وتشعر فجأةً بضربات قلبك تتسارع‬ 1122 00:59:49,625 --> 00:59:53,666 ‫وبجفاف في فمك وتعجز عن التنفس‬ ‫ويسيطر على جسدك إحساس بعدم الراحة.‬ 1123 00:59:53,750 --> 00:59:56,458 ‫وتساورك رغبة في القفز من النافذة.‬ ‫هذا إحساس بغيض جدًا.‬ 1124 00:59:56,541 --> 01:00:01,333 ‫أريد أن أساند أي شخص‬ ‫يُضطر إلى مواجهة حالة كهذه.‬ 1125 01:00:01,416 --> 01:00:05,916 ‫رأيي الشخصي هو أن الأشخاص‬ ‫الذين يُصابون بتوتر مرضي‬ 1126 01:00:06,000 --> 01:00:09,333 ‫يعانون حالة من عدم التزامن‬ 1127 01:00:10,166 --> 01:00:11,625 ‫مع إيقاع الحياة.‬ 1128 01:00:11,708 --> 01:00:12,958 ‫الأمر أشبه بالآتي.‬ 1129 01:00:13,041 --> 01:00:18,541 ‫نميل دائمًا إلى التفكير بشكل سابق لأوانه‬ ‫في آلاف الأشياء.‬ 1130 01:00:18,625 --> 01:00:21,916 ‫نقلق بشأن الأمور قبل حدوثها.‬ 1131 01:00:22,416 --> 01:00:24,875 ‫هناك عبارة مقتبسة من "ديكارت"،‬ 1132 01:00:24,958 --> 01:00:27,458 ‫أعني الفيلسوف، وليس "خردوات" بالإسبانية.‬ 1133 01:00:28,833 --> 01:00:32,791 ‫قال، "حياتي مليئة بمحن شنيعة،‬ 1134 01:00:33,541 --> 01:00:37,875 ‫أغلبها لم يحدث قط."‬ 1135 01:00:38,416 --> 01:00:43,208 ‫لدينا القدرة على التفكير‬ ‫في أسوأ الاحتمالات الممكنة‬ 1136 01:00:43,291 --> 01:00:46,208 ‫وتخيّلها في عقولنا،‬ ‫سواءً حدثت في نهاية المطاف أم لا.‬ 1137 01:00:46,291 --> 01:00:49,166 ‫لكن أجسادنا تتفاعل مع الأمر‬ ‫كأنه حدث بالفعل.‬ 1138 01:00:52,208 --> 01:00:53,416 ‫والاكتئاب،‬ 1139 01:00:53,500 --> 01:00:55,250 ‫في رأيي،‬ 1140 01:00:56,291 --> 01:00:58,666 ‫صدمة نفسية لم يتعاف المرء منها قط.‬ 1141 01:00:59,500 --> 01:01:01,541 ‫الاكتئاب حزن مترسخ‬ 1142 01:01:02,166 --> 01:01:05,291 ‫عقب حدث صادم نفسيًا،‬ 1143 01:01:05,375 --> 01:01:10,000 ‫أيًا كانت ماهيته، انفصال أو خسارة فادحة،‬ ‫أيًا تكن طبيعة الأمر.‬ 1144 01:01:10,500 --> 01:01:12,500 ‫يحدث أمر ما،‬ 1145 01:01:12,583 --> 01:01:15,666 ‫وتمضي فترة، ولا يتعافى المرء‬ ‫بشكل تام من صدمته النفسية،‬ 1146 01:01:15,750 --> 01:01:17,916 ‫ويتأصل الحزن في قرارة نفسه.‬ 1147 01:01:18,000 --> 01:01:22,875 ‫قد يمضي عامان على صدمتك النفسية‬ ‫وتواصل عيش حياتك،‬ 1148 01:01:22,958 --> 01:01:24,875 ‫لكن مشاعرك وأفكارك‬ 1149 01:01:24,958 --> 01:01:27,791 ‫وكل شيء ما زال مرتبطًا بما أصابك قبل عامين.‬ 1150 01:01:27,875 --> 01:01:30,375 ‫لذا تظل تعيش في الماضي.‬ 1151 01:01:30,458 --> 01:01:32,833 ‫التوتر هو الهوس بالمستقبل.‬ 1152 01:01:32,916 --> 01:01:35,125 ‫والاكتئاب هو الهوس بالماضي.‬ 1153 01:01:35,208 --> 01:01:38,083 ‫هذا أشبه بأن تعيش حياتك‬ ‫وأنت تحدّق باستمرار إلى مرآة رؤية خلفية‬ 1154 01:01:38,166 --> 01:01:39,666 ‫أو تليسكوب.‬ 1155 01:01:40,250 --> 01:01:42,000 ‫قال لي صديق قبلًا،‬ 1156 01:01:42,083 --> 01:01:45,541 ‫"اسمع يا (داني)، إن كانت إحدى ساقيك‬ ‫في الماضي والأخرى في المستقبل،‬ 1157 01:01:45,625 --> 01:01:47,625 ‫فستتغوط في حاضرك."‬ 1158 01:01:49,208 --> 01:01:50,166 ‫يا له من شاعر فصيح.‬ 1159 01:01:59,458 --> 01:02:02,416 ‫الأمر مذهل عندما تكتشف‬ ‫أن "الحاضر" يعني "هدية" بالإسبانية.‬ 1160 01:02:03,166 --> 01:02:06,166 ‫هناك مفهوم آخر…‬ 1161 01:02:06,250 --> 01:02:08,000 ‫هذا أمر مبهم نوعًا ما،‬ 1162 01:02:08,083 --> 01:02:10,625 ‫لكنه يحظى برواج كبير حاليًا،‬ ‫وهو الحنين إلى الماضي.‬ 1163 01:02:10,708 --> 01:02:12,875 ‫هل الحنين إلى الماضي أمر جيد أم لا؟‬ 1164 01:02:12,958 --> 01:02:16,666 ‫أظن أن هناك نوعين من الحنين إلى الماضي.‬ ‫هناك نوع جيد وآخر سيئ.‬ 1165 01:02:16,750 --> 01:02:17,833 ‫ما هو النوع الجيد؟‬ 1166 01:02:17,916 --> 01:02:21,875 ‫الحنين الجيد إلى الماضي‬ ‫هو النوع الذي يُذكرك بالذكريات القديمة‬ 1167 01:02:21,958 --> 01:02:24,416 ‫والأمور التي عشتها قبل فترة طويلة.‬ 1168 01:02:24,916 --> 01:02:28,041 ‫تستمتع بذلك الحنين، لكنه لا يتركك‬ ‫في حالة من الحزن بالضرورة.‬ 1169 01:02:28,125 --> 01:02:30,041 ‫دعوني أخبركم بمثال طريف على هذا.‬ 1170 01:02:30,125 --> 01:02:32,041 ‫وُلدت عام 1980.‬ 1171 01:02:32,125 --> 01:02:37,250 ‫من يكبرونني بعشرة أعوام‬ ‫أو يصغرونني بـ15 عامًا، أكثر أو أقلّ قليلًا،‬ 1172 01:02:37,333 --> 01:02:38,458 ‫قد يفهمون كلامي.‬ 1173 01:02:38,541 --> 01:02:39,750 ‫إن قلت،‬ 1174 01:02:40,500 --> 01:02:43,208 ‫"نحن الأقزام…"‬ 1175 01:02:43,291 --> 01:02:45,208 ‫"أذيالنا تتمايل جيئةً وذهابًا"‬ 1176 01:02:45,291 --> 01:02:48,041 ‫ويمكنني أن أعطيكم أمثلة أخرى‬ ‫كـ"ويلي فوغ" و"كابتن ماجد"‬ 1177 01:02:48,125 --> 01:02:51,208 ‫و"دانجونز آند دراغونز" و"خوانا هازوكي"‬ ‫و"كاندي كاندي" و"سيلور مون"…‬ 1178 01:02:51,291 --> 01:02:52,583 ‫يمكنني أن آخذ مشاهدي هذين الصفّين،‬ 1179 01:02:52,666 --> 01:02:55,291 ‫الذين لا أعرفهم مطلقًا، وأحتسي الجعة معهم‬ 1180 01:02:55,375 --> 01:02:56,875 ‫ونغنّي معًا طوال الليل،‬ 1181 01:02:56,958 --> 01:02:59,625 ‫ثم نعود إلى بيوتنا في غاية الثمالة‬ 1182 01:03:00,166 --> 01:03:04,000 ‫وأقول، "أمضيت وقتًا رائعًا‬ ‫في تذكّر أشياء من ماضيّ،‬ 1183 01:03:04,083 --> 01:03:07,291 ‫لكن لم يساورني أي إحساس بالحزن."‬ 1184 01:03:07,375 --> 01:03:10,708 ‫أما الحنين السيئ إلى الماضي‬ ‫فيسبب لك شعورًا بالحزن.‬ 1185 01:03:10,791 --> 01:03:13,541 ‫في الواقع،‬ ‫يسمّيه خبراء علم النفس "سوداوية".‬ 1186 01:03:13,625 --> 01:03:15,375 ‫هذا يُعد مرحلة مختلفة كليًا.‬ 1187 01:03:15,458 --> 01:03:19,083 ‫هناك أناس يظل تفكيرهم معلقًا بحقبة معيّنة.‬ 1188 01:03:20,458 --> 01:03:22,125 ‫أسمّيهم "المتشبثين بالماضي"،‬ 1189 01:03:22,208 --> 01:03:25,916 ‫وهم أناس يظنون‬ ‫أن الحياة كانت أفضل في الماضي.‬ 1190 01:03:26,000 --> 01:03:29,416 ‫وهؤلاء الناس قد يعلقون في حقبة معيّنة‬ ‫لأي سبب على الإطلاق.‬ 1191 01:03:29,500 --> 01:03:32,166 ‫قد يحدث ذلك بسبب أصدقائهم القدامى‬ 1192 01:03:32,250 --> 01:03:36,208 ‫أو أماكن عاشوا فيها أو شريك حياة سابق،‬ ‫أو لأنهم عندما كانوا أصغر سنًا،‬ 1193 01:03:36,291 --> 01:03:38,333 ‫لم تكن لديهم متاعب أو مسؤوليات،‬ 1194 01:03:38,416 --> 01:03:40,500 ‫لأن لا أحد كان يموت… هذا أمر جلي.‬ 1195 01:03:41,000 --> 01:03:43,916 ‫كلما تحدثت عن هذا الأمر،‬ ‫خطر ببالي أحد أصدقائي المُقربين‬ 1196 01:03:44,000 --> 01:03:45,791 ‫من بني جيلي الذين ترعرعت معهم.‬ 1197 01:03:45,875 --> 01:03:49,083 ‫أظن أنه ظلّ عالقًا في تلك الحقبة.‬ 1198 01:03:49,166 --> 01:03:50,958 ‫عندما أتحدّث إليه في عام 2000،‬ 1199 01:03:51,041 --> 01:03:55,333 ‫أستمع إلى كل قصصه وماضيه ونكاته ومراجعه.‬ 1200 01:03:55,416 --> 01:03:57,083 ‫كل شيء ينتمي إلى تلك الحقبة.‬ 1201 01:03:57,166 --> 01:03:59,875 ‫وأقول له، "عجبًا،‬ ‫أنت متأخر عنا بفارق عشرة أعوام."‬ 1202 01:04:00,375 --> 01:04:04,041 ‫ثم أقابله في عام 2010، ويتكرر الأمر ذاته.‬ ‫"أنت متأخر عنا بفارق 20 عامًا."‬ 1203 01:04:04,125 --> 01:04:05,291 ‫ثم رأيته في عام 2025،‬ 1204 01:04:05,375 --> 01:04:08,041 ‫وهو لا يزال يتحدث عن أمور‬ ‫حدثت قبل 35 عامًا.‬ 1205 01:04:08,125 --> 01:04:11,958 ‫كأن الزمن يمسك بك ويجرّك إلى الأمام،‬ 1206 01:04:12,041 --> 01:04:14,416 ‫وتريد البقاء في مكانك،‬ ‫لكنك يجب أن تمضي قُدمًا،‬ 1207 01:04:14,500 --> 01:04:15,791 ‫كأنك تتلاشى شيئًا فشيء.‬ 1208 01:04:15,875 --> 01:04:17,916 ‫كالصور في فيلم "العودة إلى المستقبل".‬ 1209 01:04:18,416 --> 01:04:21,208 ‫بالنسبة إلى الأشخاص السوداويين منكم،‬ 1210 01:04:21,291 --> 01:04:24,875 ‫أو من يحنّون إلى الماضي،‬ ‫وأنا من ضمنهم، هاكم نصيحة أخرى.‬ 1211 01:04:24,958 --> 01:04:27,166 ‫أظن أن من اللطيف، في الحاضر،‬ 1212 01:04:27,250 --> 01:04:30,625 ‫عندما تعيش لحظة رائعة،‬ ‫عندما تعيش لحظة من البهجة‬ 1213 01:04:30,708 --> 01:04:34,125 ‫ويساورك إحساس بالسعادة‬ ‫وتقول "هذا شيء رائع يا صديقي"،‬ 1214 01:04:34,208 --> 01:04:35,875 ‫حاول جاهدًا أن تتلذذ بهذا الإحساس.‬ 1215 01:04:35,958 --> 01:04:39,541 ‫استوعبه وتلذذ به وقل لنفسك،‬ ‫"أعيش لحظة مذهلة حقًا الآن."‬ 1216 01:04:39,625 --> 01:04:43,333 ‫ليس هذا فحسب.‬ ‫"سأحاول أن أتذكّر هذه اللحظة لبقية حياتي."‬ 1217 01:04:43,416 --> 01:04:45,791 ‫وإن كنت برفقة شخص آخر، فقلها بصوت مسموع.‬ 1218 01:04:45,875 --> 01:04:48,666 ‫قول هذا الكلام على الملأ‬ ‫سيجعله محفورًا في ذاكرتك،‬ 1219 01:04:48,750 --> 01:04:52,208 ‫حتّى إن كان الغرض منه مجرد‬ ‫تحفيز حنينك إلى الماضي مستقبلًا.‬ 1220 01:04:52,291 --> 01:04:54,958 ‫تخيّلوا هذا. جئتم إلى هنا الليلة‬ ‫كي تشاهدوا هذا العرض.‬ 1221 01:04:55,041 --> 01:04:56,875 ‫جئتم برفقة حبيب أو صديق‬ 1222 01:04:56,958 --> 01:04:59,500 ‫أو أب أو زميل في العمل أو أيًا يكن.‬ 1223 01:04:59,583 --> 01:05:02,750 ‫ومهما كان السبب، قضيتم وقتًا ممتعًا جدًا.‬ ‫استمتعوا بهذا الإحساس.‬ 1224 01:05:02,833 --> 01:05:05,833 ‫إن كنتم تظنون حقًا أن هذه كانت لحظة مبهجة،‬ 1225 01:05:05,916 --> 01:05:08,166 ‫برغم هذا الوقت القصير الذي تشاركناه معًا،‬ 1226 01:05:08,250 --> 01:05:09,375 ‫فتلذذوا بها.‬ 1227 01:05:09,458 --> 01:05:12,083 ‫حاولوا أن تتشربوها.‬ ‫وقولوا هذا بصوت مسموع عقب مغادرتكم.‬ 1228 01:05:12,166 --> 01:05:13,458 ‫"كانت سهرة رائعة يا رجل."‬ 1229 01:05:13,541 --> 01:05:14,916 ‫وهذا شيء لطيف جدًا.‬ 1230 01:05:15,000 --> 01:05:17,333 ‫لأن من الممكن، بعد 20 عامًا من الآن،‬ 1231 01:05:17,416 --> 01:05:20,541 ‫أن تكون جالسًا في ميدان "كتالونيا"‬ ‫مع ذلك الصديق ذاته،‬ 1232 01:05:20,625 --> 01:05:23,250 ‫تحتسيان جعة معًا وتقول له،‬ 1233 01:05:23,333 --> 01:05:27,125 ‫"عجبًا، هل تتذكر عرض (روفيرا) ذاك؟‬ ‫(الحياة تستحق كل هذا العناء)؟‬ 1234 01:05:27,875 --> 01:05:28,958 ‫أتتذكر تلك الأمسية؟"‬ 1235 01:05:29,041 --> 01:05:31,500 ‫فيجيب قائلًا، "يا للعجب!‬ ‫كان ذلك قبل 20 عامًا، صحيح؟‬ 1236 01:05:31,583 --> 01:05:33,083 ‫قبل 20 عامًا!‬ 1237 01:05:33,166 --> 01:05:34,958 ‫كان عرضًا رائعًا. ضحكنا من قلبينا.‬ 1238 01:05:35,041 --> 01:05:37,458 ‫أبلى ذلك الرجل بلاءً رائعًا.‬ 1239 01:05:37,541 --> 01:05:40,291 ‫كان الأبرع على الإطلاق!"‬ ‫"لا تبالغ أكثر من اللازم!"‬ 1240 01:05:40,791 --> 01:05:43,083 ‫"أجل، قضينا وقتًا ممتعًا.‬ ‫من المحزن أنه قضى نحبه."‬ 1241 01:05:43,166 --> 01:05:44,333 ‫"بالطبع، هذا أمر محزن."‬ 1242 01:05:47,875 --> 01:05:48,708 ‫تذكّروا هذه الليلة.‬ 1243 01:05:50,833 --> 01:05:52,041 ‫شكرًا جزيلًا.‬ 1244 01:05:58,375 --> 01:06:03,833 ‫نقترب من نهاية هذا العرض.‬ 1245 01:06:03,916 --> 01:06:06,500 ‫وبما أننا نتحدث عن الحنين إلى الماضي،‬ 1246 01:06:06,583 --> 01:06:08,666 ‫تذكّرت كلمات أغنية جميلة لـ"سابينا".‬ 1247 01:06:08,750 --> 01:06:11,916 ‫"أقسى أشكال الحنين إلى الماضي‬ ‫هو أن تحنّ لشيء لم يحدث قط."‬ 1248 01:06:12,416 --> 01:06:13,666 ‫دعوني أخبركم بشيء.‬ 1249 01:06:13,750 --> 01:06:15,541 ‫لم يكن أحد يروي لي قصصًا في طفولتي.‬ 1250 01:06:15,625 --> 01:06:18,375 ‫كثيرًا ما شعرت بالحنين إلى شيء لم يحدث قط.‬ 1251 01:06:18,458 --> 01:06:22,458 ‫سبب هذا في الأغلب، بصفتي راشدًا،‬ ‫عندما يتعلق الأمر بالتواصل الشفهي،‬ 1252 01:06:22,541 --> 01:06:23,750 ‫والجنس الفموي أيضًا…‬ 1253 01:06:27,416 --> 01:06:30,666 ‫لذا سأقدّم إليكم هدية أخيرة‬ ‫ولمسة من الحنين إلى الماضي الجميل،‬ 1254 01:06:30,750 --> 01:06:32,500 ‫لأنكم لم تحظوا بهذا منذ فترة طويلة،‬ 1255 01:06:32,583 --> 01:06:33,916 ‫لذا سأقصّ عليكم قصة سريعة‬ 1256 01:06:34,000 --> 01:06:38,583 ‫أظن أنها تربط بين كل ما تحدّثنا عنه الليلة.‬ 1257 01:06:38,666 --> 01:06:40,541 ‫أعني ما تحدّثت عنه.‬ 1258 01:06:41,833 --> 01:06:44,000 ‫تدور أحداث هذه القصة في قرية صغيرة،‬ 1259 01:06:44,083 --> 01:06:45,416 ‫في بلدة كئيبة جدًا،‬ 1260 01:06:45,500 --> 01:06:47,833 ‫بلدة صغيرة جدًا وغير مضيافة بالمرّة.‬ 1261 01:06:47,916 --> 01:06:52,291 ‫وشخصية قصتنا الرئيسية رجل مسنّ،‬ 1262 01:06:52,375 --> 01:06:54,666 ‫لكن هذا لا يعني أنه فقد طاقته‬ 1263 01:06:54,750 --> 01:06:56,833 ‫أو قوّته أو رشاقته.‬ 1264 01:06:57,333 --> 01:06:58,916 ‫كان ذلك الرجل معتادًا،‬ 1265 01:06:59,000 --> 01:07:01,666 ‫منذ صباه،‬ 1266 01:07:01,750 --> 01:07:03,250 ‫الاستيقاظ مبكرًا كل صباح‬ 1267 01:07:03,333 --> 01:07:07,083 ‫قبل صياح الديك وشروق الشمس من وراء الجبال.‬ 1268 01:07:07,166 --> 01:07:09,083 ‫كان يستيقظ من نومه‬ 1269 01:07:09,166 --> 01:07:10,375 ‫ويغادر فراشه‬ 1270 01:07:10,458 --> 01:07:12,625 ‫وينتعل صندله‬ 1271 01:07:13,541 --> 01:07:15,750 ‫وكان يأخذ جرّتين ضخمتين من الصلصال،‬ 1272 01:07:15,833 --> 01:07:19,291 ‫ثم يمشي على طريق يمتدّ لخمسة كيلومترات‬ 1273 01:07:19,375 --> 01:07:21,041 ‫يقود إلى ينبوع مياه نقية.‬ 1274 01:07:21,125 --> 01:07:24,041 ‫وهناك، كان يملأ الجرّتين بالكامل،‬ 1275 01:07:24,125 --> 01:07:26,916 ‫ثم يمشي خمسة كيلومترات مجددًا‬ ‫كي يعود من حيث أتى.‬ 1276 01:07:27,000 --> 01:07:28,625 ‫وعندما كان يعود إلى القرية،‬ 1277 01:07:28,708 --> 01:07:31,458 ‫كان يستخدم الماء‬ ‫من أجل تلبية كل احتياجاته.‬ 1278 01:07:31,541 --> 01:07:35,125 ‫كان يشربه ويستخدمه في الطهو وسقاية أرضه‬ 1279 01:07:35,208 --> 01:07:38,541 ‫ويغتسل به ويسقي به حيواناته.‬ 1280 01:07:39,083 --> 01:07:40,750 ‫بعد مضي ثمانية أو عشرة أعوام،‬ 1281 01:07:40,833 --> 01:07:45,000 ‫بدأت إحدى الجرّتين تنكسر تدريجيًا.‬ 1282 01:07:45,083 --> 01:07:46,208 ‫بدأت تنشرخ.‬ 1283 01:07:46,291 --> 01:07:50,083 ‫صارت متهالكة ومليئة بكسور صغيرة.‬ 1284 01:07:50,166 --> 01:07:52,708 ‫ثم تدهور حالها إلى حدّ‬ ‫جعل الماء يتسرب منها.‬ 1285 01:07:52,791 --> 01:07:55,333 ‫في أغلب الأيام، بحلول وصوله إلى القرية،‬ 1286 01:07:55,416 --> 01:07:57,958 ‫يكون قد يفقد أكثر من نصف كمية الماء‬ ‫في طريق عودته.‬ 1287 01:07:58,458 --> 01:08:03,000 ‫وبما أن الجماد‬ ‫تدبّ فيه الحياة أحيانًا في القصص،‬ 1288 01:08:03,708 --> 01:08:04,750 ‫ذات ليلة،‬ 1289 01:08:04,833 --> 01:08:07,500 ‫قبل أن يخلد بطل القصة إلى النوم،‬ 1290 01:08:07,583 --> 01:08:09,166 ‫فوجئ بالجرّة المكسورة،‬ 1291 01:08:09,250 --> 01:08:10,791 ‫وعذرًا على التلاعب بالألفاظ،‬ 1292 01:08:11,500 --> 01:08:12,625 ‫تنكسر عقدة لسانها.‬ 1293 01:08:13,125 --> 01:08:15,833 ‫بدأت تنوح لصاحبها،‬ 1294 01:08:15,916 --> 01:08:17,041 ‫"سيدي!‬ 1295 01:08:17,125 --> 01:08:18,458 ‫ضميري يؤنبني بشدة.‬ 1296 01:08:18,541 --> 01:08:21,875 ‫أعلم أنني مكسورة ولم أعد أخدمك كسابق عهدي.‬ 1297 01:08:21,958 --> 01:08:24,708 ‫والخزي والأسى يكللانني.‬ 1298 01:08:24,791 --> 01:08:28,250 ‫ولن أمانع إذا استبدلت جرّة جديدة بي‬ 1299 01:08:28,333 --> 01:08:30,458 ‫لأنني أصبحت عديمة النفع تمامًا!"‬ 1300 01:08:31,166 --> 01:08:35,708 ‫وبربطة جأش ونبرة صوت لطيفة، قال لها الرجل،‬ 1301 01:08:36,833 --> 01:08:40,166 ‫"لن أستبدل جرّة جديدة بك أبدًا.‬ 1302 01:08:41,000 --> 01:08:42,958 ‫لكنني لن أخبرك بالسبب اليوم.‬ 1303 01:08:43,625 --> 01:08:47,083 ‫سأخبرك غدًا، في أثناء رحلة مشينا."‬ 1304 01:08:48,041 --> 01:08:50,958 ‫ثم خلد الرجل إلى النوم، كعادته كل ليلة.‬ 1305 01:08:51,041 --> 01:08:53,875 ‫وقالت الجرّتان، "حسنًا إذًا."‬ 1306 01:08:55,041 --> 01:08:56,208 ‫وفي اليوم التالي،‬ 1307 01:08:56,916 --> 01:09:01,166 ‫كالعادة، قبل صياح الديك‬ ‫وشروق الشمس من خلف الجبال،‬ 1308 01:09:01,833 --> 01:09:04,208 ‫استيقظ الرجل وانتعل صندله،‬ 1309 01:09:04,291 --> 01:09:06,458 ‫وحمل جرّتيه الضخمتين.‬ 1310 01:09:06,958 --> 01:09:11,041 ‫كان يحمل كل جرّة دائمًا بالذراع ذاتها.‬ 1311 01:09:11,125 --> 01:09:15,000 ‫كان يحمل الجرّة المكسورة دائمًا‬ ‫بذراعه اليمنى.‬ 1312 01:09:15,083 --> 01:09:15,916 ‫دائمًا.‬ 1313 01:09:16,000 --> 01:09:18,916 ‫في طريقه إلى الينبوع وفي طريق عودته.‬ 1314 01:09:19,458 --> 01:09:22,125 ‫عندما بدؤوا المسيرة على الطريق‬ ‫الذي يمتد لخمسة كيلومترات،‬ 1315 01:09:22,208 --> 01:09:23,541 ‫لم يقل أي منهم شيئًا.‬ 1316 01:09:24,041 --> 01:09:26,458 ‫لم يكن هناك صوت سوى أصوات الطيور‬ 1317 01:09:26,541 --> 01:09:29,166 ‫وحفيف أوراق الأشجار الخافت‬ ‫عندما يداعبها النسيم.‬ 1318 01:09:29,958 --> 01:09:32,625 ‫عندما وصل إلى ينبوع المياه الصافية،‬ 1319 01:09:32,708 --> 01:09:35,166 ‫جلس على طرف الينبوع وبدأ يملأ الجرّتين.‬ 1320 01:09:35,250 --> 01:09:36,500 ‫ولم يقل أحد شيئًا.‬ 1321 01:09:36,583 --> 01:09:41,541 ‫لم يكن هناك صوت‬ ‫سوى صدى صوت الماء في الكهف.‬ 1322 01:09:42,791 --> 01:09:45,000 ‫وفي طريق العودة، لم يتكلم أحد أيضًا،‬ 1323 01:09:45,083 --> 01:09:48,333 ‫حتّى اجتازوا نصف طريق العودة.‬ 1324 01:09:48,416 --> 01:09:50,666 ‫كانت الجرّة‬ ‫قد فقدت كمية كبيرة من الماء بالفعل.‬ 1325 01:09:50,750 --> 01:09:51,833 ‫وفي تلك اللحظة،‬ 1326 01:09:51,916 --> 01:09:53,791 ‫توقّف بطل قصتنا.‬ 1327 01:09:54,625 --> 01:09:56,208 ‫توقّف والتفت وراءه‬ 1328 01:09:56,708 --> 01:09:59,041 ‫مواجهًا الجرّة المكسورة، وقال لها،‬ 1329 01:09:59,833 --> 01:10:03,291 ‫"أرأيت الآن لماذا لم أستبدلك؟‬ 1330 01:10:04,166 --> 01:10:05,000 ‫انظري.‬ 1331 01:10:05,791 --> 01:10:07,500 ‫انظري إلى هذا الجزء من الطريق.‬ 1332 01:10:08,416 --> 01:10:09,875 ‫الأزهار تكسوه‬ 1333 01:10:10,458 --> 01:10:11,458 ‫بفضلك."‬ 1334 01:10:23,833 --> 01:10:25,250 ‫الحياة تستحق أن نعيشها.‬ 1335 01:10:26,708 --> 01:10:28,583 ‫هذا أمر بديهي ولا يحتاج إلى تفكير،‬ 1336 01:10:28,666 --> 01:10:31,833 ‫لكنني أظن أن الأمور الواضحة‬ ‫قد تكون واضحة جدًا‬ 1337 01:10:31,916 --> 01:10:33,375 ‫إلى حدّ يجعلنا نغفل عنها.‬ 1338 01:10:33,458 --> 01:10:34,791 ‫لكن الأسى،‬ 1339 01:10:34,875 --> 01:10:37,458 ‫في حدّ ذاته، مهم أيضًا.‬ 1340 01:10:38,250 --> 01:10:40,625 ‫على مدى هذه الليلة،‬ 1341 01:10:40,708 --> 01:10:43,291 ‫بين الضحكات والاعترافات،‬ 1342 01:10:43,375 --> 01:10:45,958 ‫حدّثتكم عن بعض الأحزان التي مررت بها‬ 1343 01:10:46,041 --> 01:10:49,250 ‫وبعض الخسائر التي ابتُليت بها‬ ‫على مدى هذه الأعوام الأخيرة.‬ 1344 01:10:49,333 --> 01:10:51,666 ‫لكنني كنت أدّخر واحدة للنهاية عن عمد،‬ 1345 01:10:51,750 --> 01:10:56,458 ‫كي أخبركم بأكبر خسارة في حياتي،‬ 1346 01:10:57,000 --> 01:10:59,583 ‫أقسى حزن تعرّضت له.‬ 1347 01:11:00,666 --> 01:11:04,291 ‫وهو الأسى الناجم عن فقدان ذاتي.‬ 1348 01:11:05,166 --> 01:11:06,833 ‫قد تتساءلون، "ما معنى هذا؟‬ 1349 01:11:07,333 --> 01:11:10,208 ‫ماذا تعني بقولك هذا يا (داني)؟‬ ‫كيف يفقد الإنسان ذاته؟"‬ 1350 01:11:10,708 --> 01:11:11,875 ‫هذا أمر سهل جدًا.‬ 1351 01:11:12,500 --> 01:11:13,875 ‫سهل إلى حدّ صادم.‬ 1352 01:11:13,958 --> 01:11:17,541 ‫لأنني أظن أن هذا الأمر يبدأ‬ ‫قبل أن ندركه حتّى.‬ 1353 01:11:18,041 --> 01:11:20,250 ‫عندما نكون أطفالًا صغارًا،‬ 1354 01:11:20,333 --> 01:11:23,958 ‫كل ما نتوق إليه حقًا هو حب الأم، صحيح؟‬ 1355 01:11:24,458 --> 01:11:26,500 ‫نريدها أن تحبنا وتحتضننا.‬ 1356 01:11:26,583 --> 01:11:29,708 ‫وهناك خوف عميق ومتأصل من الهجر.‬ 1357 01:11:29,791 --> 01:11:30,875 ‫لا أحد يعلم سببه.‬ 1358 01:11:30,958 --> 01:11:33,083 ‫لذا تفعل باستمرار‬ 1359 01:11:33,166 --> 01:11:35,791 ‫كل ما في وسعك كي تتأكد من أن أمك تحبك.‬ 1360 01:11:35,875 --> 01:11:37,333 ‫والكثير من تلك الأمور‬ 1361 01:11:37,416 --> 01:11:40,416 ‫لم تعكس ذاتك الحقيقية مطلقًا على الأرجح.‬ 1362 01:11:40,500 --> 01:11:43,125 ‫لكنك كنت تعلم ما يجب عليك‬ ‫وما لا يجب عليك فعله‬ 1363 01:11:43,208 --> 01:11:45,500 ‫كي تتلقى المودّة وتتجنب العقاب.‬ 1364 01:11:45,583 --> 01:11:49,041 ‫لكن الكثير من تلك الأفعال‬ ‫لم يعكس طبيعتك الحقيقية، صحيح؟‬ 1365 01:11:49,750 --> 01:11:53,000 ‫أهناك تعريف آخر لهذا،‬ ‫إن لم يكن، منذ سنّ يافعة جدًا،‬ 1366 01:11:53,083 --> 01:11:54,583 ‫ارتداء‬ 1367 01:11:55,541 --> 01:11:56,500 ‫قناع؟‬ 1368 01:11:57,250 --> 01:11:58,625 ‫حدث ذلك مع أبي أيضًا.‬ 1369 01:11:58,708 --> 01:12:01,250 ‫كم مرّة، في صباي،‬ 1370 01:12:01,333 --> 01:12:03,833 ‫أردنا أن يفتخر بنا آباؤنا؟‬ 1371 01:12:03,916 --> 01:12:07,208 ‫كم مرّة سعينا جاهدين لنيل رضاهم واستحسانهم؟‬ 1372 01:12:07,291 --> 01:12:10,458 ‫كم مرّة شعرنا بأن أحد إخوتنا‬ ‫كان الابن المُفضل‬ 1373 01:12:10,541 --> 01:12:12,416 ‫وكنا نحاكي ما يفعله‬ 1374 01:12:12,500 --> 01:12:15,708 ‫كي نجعل آباءنا يفتخرون بنا‬ ‫بقدر افتخارهم بإخوتنا؟‬ 1375 01:12:15,791 --> 01:12:17,958 ‫والكثير من تلك الأمور،‬ ‫عندما كنتم تفعلونها،‬ 1376 01:12:18,041 --> 01:12:19,750 ‫لم تعكس طبيعتكم الحقيقية.‬ 1377 01:12:19,833 --> 01:12:21,750 ‫لم تكن جزءًا من جوهركم الحقيقي.‬ 1378 01:12:21,833 --> 01:12:25,625 ‫لكنكم فعلتموها لأنكم كنتم‬ ‫تتوقون إلى مودّة آبائكم ورضاهم عنكم.‬ 1379 01:12:25,708 --> 01:12:27,208 ‫وماذا يُعد هذا، إن لم يكن‬ 1380 01:12:28,500 --> 01:12:29,875 ‫ارتداء قناع آخر؟‬ 1381 01:12:30,375 --> 01:12:32,666 ‫وهناك مثال آخر، العلاقات بين الأحباب.‬ 1382 01:12:33,250 --> 01:12:34,916 ‫العلاقات العاطفية.‬ 1383 01:12:35,000 --> 01:12:38,000 ‫كم مرّة سمعنا، أو قلنا حتّى،‬ 1384 01:12:38,083 --> 01:12:41,125 ‫"حبيبتي تُخرج أفضل ما فيّ من خصال"؟‬ 1385 01:12:42,291 --> 01:12:44,291 ‫وهذا قد يكون صحيحًا بالفعل أحيانًا.‬ 1386 01:12:44,375 --> 01:12:46,833 ‫لكن معناه الحقيقي عادةً هو،‬ 1387 01:12:46,916 --> 01:12:49,208 ‫"حبيبتي تُخرج أفضل نسخة من ذاتي،‬ 1388 01:12:49,291 --> 01:12:52,541 ‫أظن أنها أكثر نسخة ستعجبها."‬ 1389 01:12:52,625 --> 01:12:54,375 ‫لأن بعضنا يعرف طباع بعض عادةً،‬ 1390 01:12:54,875 --> 01:12:56,750 ‫ونعلم جيدًا أعباءنا النفسية والعاطفية‬ 1391 01:12:56,833 --> 01:13:00,000 ‫وخصالنا السيئة ومخاوفنا ومتاعبنا.‬ 1392 01:13:00,083 --> 01:13:03,458 ‫إن رأى أحبابنا شخصياتنا الحقيقية،‬ 1393 01:13:03,541 --> 01:13:06,666 ‫ينتابنا الخوف والهلع،‬ ‫ظنًا منا أنهم سيلوذون بالفرار وسيهجروننا.‬ 1394 01:13:06,750 --> 01:13:12,666 ‫لذا سأكون الشخص الذي تريده حبيبتي،‬ ‫لكيلا تهجرني وكي تحبني.‬ 1395 01:13:13,166 --> 01:13:15,041 ‫وما تعريف هذا، إن لم يكن‬ 1396 01:13:16,916 --> 01:13:18,291 ‫ارتداء قناع آخر؟‬ 1397 01:13:18,875 --> 01:13:19,958 ‫مواقع التواصل.‬ 1398 01:13:20,500 --> 01:13:23,041 ‫نشعر كأننا ترعرعنا معها، صحيح؟‬ 1399 01:13:23,541 --> 01:13:25,125 ‫وهل نظن حقًا‬ 1400 01:13:25,625 --> 01:13:29,500 ‫أن صفحاتنا الشخصية‬ ‫تمثّلنا بنسبة مئة بالمئة؟‬ 1401 01:13:30,458 --> 01:13:35,750 ‫لأننا نفعل أشياء باستمرار‬ ‫كي نُسعد أناسًا لا نعرفهم حتّى.‬ 1402 01:13:35,833 --> 01:13:36,791 ‫من أجل ماذا؟‬ 1403 01:13:36,875 --> 01:13:37,875 ‫من أجل متابعين؟‬ 1404 01:13:38,458 --> 01:13:39,291 ‫أو علامات إعجاب؟‬ 1405 01:13:39,375 --> 01:13:43,166 ‫هل نحن حقًا الأشخاص‬ ‫الذين تجسّدهم صفحاتنا الشخصية؟‬ 1406 01:13:43,250 --> 01:13:44,625 ‫إن كان هذا صحيحًا، فسأقول،‬ 1407 01:13:44,708 --> 01:13:47,166 ‫"عجبًا، لا أصدّق أن هناك‬ ‫أشخاصًا حثالة كثيرين إلى هذا الحد‬ 1408 01:13:47,250 --> 01:13:48,333 ‫كما أرى على (تويتر).‬ 1409 01:13:48,416 --> 01:13:52,416 ‫ولا أصدّق أيضًا أن هناك أناسًا يعيشون‬ ‫حيوات ممتازة كالذين على (إنستاغرام)."‬ 1410 01:13:52,916 --> 01:13:53,916 ‫لكن هذا ما نفعله.‬ 1411 01:13:54,416 --> 01:13:57,125 ‫أنحن حقًا الأشخاص الذين نريهم للعالم‬ ‫على مواقع التواصل،‬ 1412 01:13:57,208 --> 01:13:59,166 ‫أم إن الأمر مجرد…‬ 1413 01:14:01,250 --> 01:14:02,375 ‫قناع آخر؟‬ 1414 01:14:03,291 --> 01:14:06,541 ‫وفي حالتي تحديدًا، أنا شخص ذائع الصيت جدًا.‬ 1415 01:14:06,625 --> 01:14:09,791 ‫أحظى بشهرة منذ ما يقرب من 20 عامًا.‬ 1416 01:14:09,875 --> 01:14:11,291 ‫وعلى مدى الـ20 عامًا تلك،‬ 1417 01:14:11,375 --> 01:14:13,916 ‫كنت أريد دومًا أن أعجب الناس.‬ 1418 01:14:14,000 --> 01:14:15,208 ‫أردت أن أكون محبوبًا.‬ 1419 01:14:15,291 --> 01:14:17,458 ‫وواحد من أكبر هواجسي‬ 1420 01:14:17,541 --> 01:14:20,666 ‫هو أن يظن الناس أنني وغد،‬ 1421 01:14:21,208 --> 01:14:24,416 ‫أو ألّا أروق لهم، أو يظنوا أنني وقح.‬ 1422 01:14:24,500 --> 01:14:28,000 ‫أو، لا أدري، أن يظن الناس‬ ‫أن الشهرة جعلتني متعجرفًا.‬ 1423 01:14:28,083 --> 01:14:31,916 ‫وكي أحرص على ألّا يحدث هذا،‬ ‫أضع نفسي في المرتبة الأخيرة.‬ 1424 01:14:32,791 --> 01:14:35,541 ‫حططت من قدري ومنزلتي باستمرار،‬ 1425 01:14:36,041 --> 01:14:38,041 ‫لمجرد أن أجعل الناس يحبونني.‬ 1426 01:14:38,916 --> 01:14:40,833 ‫أخذت حتّى صورًا مع معجبين في دار جنازات.‬ 1427 01:14:42,791 --> 01:14:46,791 ‫لا أدري ما سرّ النجاح،‬ ‫لكنني اكتشفت أن سرّ الفشل‬ 1428 01:14:46,875 --> 01:14:49,666 ‫هو محاولة إسعاد الجميع.‬ 1429 01:14:51,625 --> 01:14:53,750 ‫وعندما ترتدي أقنعة كثيرة،‬ 1430 01:14:53,833 --> 01:14:56,625 ‫في مرحلة ما، مهما كانت الظروف،‬ 1431 01:14:56,708 --> 01:15:00,333 ‫تصفعك الحياة صفعة قاسية جدًا،‬ ‫عندما تصل إلى نقطة تحوّل،‬ 1432 01:15:00,833 --> 01:15:04,833 ‫وهذا لا يجعل كل أقنعتك تسقط فحسب،‬ ‫بل يغيّر أيضًا هويتك.‬ 1433 01:15:05,416 --> 01:15:08,708 ‫وقد يؤدي حتّى إلى انهيار أُسس حياتك ومشاعرك.‬ 1434 01:15:08,791 --> 01:15:12,416 ‫أتتذكرون فيلم "إنسايد أوت"، الجزء الأول؟‬ ‫الذي يدور حول فتاة صغيرة.‬ 1435 01:15:12,500 --> 01:15:17,166 ‫عندما شعرنا بأن كل شيء ضاع،‬ ‫وانهارت تلك الجُزر التي كانت تبدو معينة.‬ 1436 01:15:17,250 --> 01:15:20,625 ‫جزيرة العائلة‬ ‫وجزيرة الصداقة والجزيرة السحرية‬ 1437 01:15:20,708 --> 01:15:23,333 ‫وجزيرة التصرفات الطفولية وجزيرة الصراحة…‬ 1438 01:15:23,833 --> 01:15:26,750 ‫حانت لحظة في حياتي‬ ‫عندما صفعتني الحياة صفة قاسية‬ 1439 01:15:26,833 --> 01:15:30,333 ‫ما جعل كل أقنعتي تسقط وكل جُزري تنهار.‬ 1440 01:15:30,875 --> 01:15:34,625 ‫وعندما نظرت إلى المرآة، لم أتعرّف على ذاتي.‬ 1441 01:15:34,708 --> 01:15:37,708 ‫وصدّقوني، هذا إحساس شنيع جدًا.‬ 1442 01:15:38,541 --> 01:15:40,791 ‫يمكنني أن أقول‬ 1443 01:15:40,875 --> 01:15:44,500 ‫إنني شعرت في فترة من الفترات‬ ‫كأنني لا أقف حتّى على أرض صلبة.‬ 1444 01:15:45,000 --> 01:15:46,791 ‫هذا إحساس بالهجر،‬ 1445 01:15:47,291 --> 01:15:50,250 ‫وإحساس بفقدان وجهتك في الحياة‬ 1446 01:15:50,333 --> 01:15:51,250 ‫والخوف…‬ 1447 01:15:51,333 --> 01:15:52,958 ‫خوف شديد.‬ 1448 01:15:53,041 --> 01:15:54,958 ‫خوف لأنك تظن أنك لا تستطيع‬ ‫مواصلة المضي قُدمًا‬ 1449 01:15:55,041 --> 01:15:58,750 ‫لأنك تخشى فكرة المضي قُدمًا،‬ ‫لأنك لا تريد فعل هذا.‬ 1450 01:16:00,041 --> 01:16:04,083 ‫تعلّمت أن الصوفيين يسمّون هذا‬ ‫"ليلة الروح المظلمة."‬ 1451 01:16:05,500 --> 01:16:06,708 ‫وبكيت.‬ 1452 01:16:07,333 --> 01:16:10,583 ‫ككلمات أغنية فرقة "مانا"،‬ ‫"دموعي كفيلة بأن تملأ نهرًا أو محيطًا."‬ 1453 01:16:11,291 --> 01:16:13,208 ‫لكن على حدّ وصف "فيتوستا مورلا"،‬ 1454 01:16:13,708 --> 01:16:16,916 ‫"لن نتحرر‬ ‫إلا عندما لا يكون هناك شيء لنخسره."‬ 1455 01:16:18,333 --> 01:16:22,541 ‫قبل أعوام، قرأت قصيدة شعر‬ ‫من تأليف شاعري الحبيب "ماريو بينيديتي"‬ 1456 01:16:23,208 --> 01:16:26,125 ‫تقول إن الابتسامة أجمل بكثير‬ 1457 01:16:27,041 --> 01:16:28,833 ‫عندما تعقب دموعًا.‬ 1458 01:16:29,416 --> 01:16:31,416 ‫هذا أشبه بشروق الشمس‬ 1459 01:16:32,166 --> 01:16:34,041 ‫بعد عدة أيام من الأمطار الغزيرة،‬ 1460 01:16:34,791 --> 01:16:38,083 ‫ومن المحتمل أن يعقب هذا قوس قزح أيضًا.‬ 1461 01:16:39,250 --> 01:16:40,916 ‫عقب هذه العملية بأسرها،‬ 1462 01:16:41,000 --> 01:16:44,625 ‫لا أستطيع أن أقول لكم،‬ ‫هل صرت شخصًا أفضل أم أسوأ من ذي قبل؟‬ 1463 01:16:45,791 --> 01:16:48,583 ‫ما أستطيع أن أقوله‬ ‫هو إنني أكثر أصالةً من ذي قبل،‬ 1464 01:16:48,666 --> 01:16:50,333 ‫وهذا ما يهم حقًا.‬ 1465 01:16:50,416 --> 01:16:52,833 ‫لم أكن على سجيتي الحقيقية‬ ‫أكثر مما أنا عليه حاليًا.‬ 1466 01:16:53,333 --> 01:16:56,833 ‫في الواقع، هذا يُذكرني بالرجل‬ ‫الذي صادفته في المصعد، هل تتذكرونه؟‬ 1467 01:16:56,916 --> 01:16:58,083 ‫سألني، "أهذا أنت؟"‬ 1468 01:16:58,166 --> 01:16:59,875 ‫وأضحكني قوله ذاك.‬ 1469 01:17:00,416 --> 01:17:04,250 ‫ربما استشعر شيئًا ما فيّ‬ ‫وكان يحاول أن يحذّرني.‬ 1470 01:17:04,333 --> 01:17:06,125 ‫لو كان أمامي الآن، لقلت له،‬ 1471 01:17:06,208 --> 01:17:08,500 ‫"أشعر بذاتي الحقيقية الآن‬ ‫أكثر من أي وقت مضى."‬ 1472 01:17:09,000 --> 01:17:10,041 ‫وبالنسبة إليكم جميعًا،‬ 1473 01:17:10,541 --> 01:17:14,041 ‫إن مررتم بفترة حزينة في حياتكم،‬ 1474 01:17:14,125 --> 01:17:15,833 ‫أو إن كنتم تمرّون بها الآن،‬ 1475 01:17:16,333 --> 01:17:17,666 ‫فتذكّروا ثلاثة أشياء.‬ 1476 01:17:17,750 --> 01:17:19,750 ‫أولًا، اصمدوا.‬ 1477 01:17:20,500 --> 01:17:22,375 ‫اصمدوا. ستنتهي هذه المحنة.‬ 1478 01:17:23,041 --> 01:17:26,791 ‫ثانيًا، بما أنكم تمرّون‬ ‫بهذه الفترة من الظلمة والألم،‬ 1479 01:17:26,875 --> 01:17:28,541 ‫فحاولوا أن تتعلموا منها.‬ 1480 01:17:29,208 --> 01:17:31,250 ‫لا تدعوا كل هذا يضيع هباءً.‬ 1481 01:17:32,000 --> 01:17:35,166 ‫وثالثًا، افعلوا ما هو أفضل بالنسبة إليكم.‬ 1482 01:17:35,250 --> 01:17:37,416 ‫افعلوا ما تشعرون بأنه الأفضل لكم.‬ 1483 01:17:37,500 --> 01:17:41,083 ‫وإن كان صباحكم كئيبًا، وشعرتم‬ ‫بأن تلك العبارة المبتذلة على قدح القهوة‬ 1484 01:17:41,166 --> 01:17:44,125 ‫تعطيكم حافزًا إضافيًا‬ ‫كي تغادروا المنزل مُحملين بطاقة إيجابية،‬ 1485 01:17:44,208 --> 01:17:47,500 ‫فافعلوا هذا، ودعكم مما يظنه الناس.‬ 1486 01:17:48,666 --> 01:17:49,875 ‫وسأقول لكم شيئًا آخر.‬ 1487 01:17:50,375 --> 01:17:52,833 ‫عندما يتمكن منكم الحزن على هذا النحو،‬ 1488 01:17:53,666 --> 01:17:58,291 ‫لا يرحل عن حياتكم بشكل تام أبدًا.‬ ‫يكون أشبه بقطعة علكة ملتصقة بنعل حذاء.‬ 1489 01:17:58,791 --> 01:18:01,250 ‫وبالنسبة إليّ، عندما يظهر هذا الحزن،‬ 1490 01:18:01,333 --> 01:18:03,708 ‫يجلب معه دائمًا جرعة ثقيلة من الوحشة.‬ 1491 01:18:03,791 --> 01:18:04,666 ‫الكثير من الوحشة.‬ 1492 01:18:05,458 --> 01:18:08,708 ‫لأنني أشعر بأن العالم‬ ‫يعجّ بقدر هائل من الصخب‬ 1493 01:18:08,791 --> 01:18:10,541 ‫والعدوانية.‬ 1494 01:18:11,166 --> 01:18:14,041 ‫وعندما يسيطر عليّ هذا الإحساس‬ ‫بالحزن والوحشة‬ 1495 01:18:14,125 --> 01:18:15,333 ‫وأنا في منزلي بمفردي،‬ 1496 01:18:16,750 --> 01:18:17,958 ‫أتدرون ما أفعله؟‬ 1497 01:18:19,625 --> 01:18:21,250 ‫ألجأ إلى التفكير السحري.‬ 1498 01:18:22,666 --> 01:18:26,000 ‫وربما أجلس على أريكتي وأنظر إلى يميني…‬ 1499 01:18:30,166 --> 01:18:31,500 ‫وأرى البطانية.‬ 1500 01:18:32,583 --> 01:18:33,916 ‫وهل تدرون ما أفعله؟‬ 1501 01:18:34,583 --> 01:18:35,541 ‫أضمّها إليّ بقوة.‬ 1502 01:18:36,125 --> 01:18:37,125 ‫وأشمّها.‬ 1503 01:18:38,000 --> 01:18:42,166 ‫وأشعر بفكرة سحرية تتسلل إلى عقلي‬ ‫وتجعلني أنظر إلى باب منزلي الأمامي،‬ 1504 01:18:42,666 --> 01:18:47,083 ‫وأفكر في أن كل ما لم يعد جزءًا من حياتي،‬ 1505 01:18:47,166 --> 01:18:50,750 ‫كل ما سلبتني الحياة إياه،‬ ‫كل ما أحببته وضاع مني،‬ 1506 01:18:51,250 --> 01:18:54,791 ‫ذات يوم، بشكل ما، ستعيده الحياة إليّ.‬ 1507 01:18:55,791 --> 01:18:58,333 ‫ولا يهمّني مطلقًا رأيكم بهذا الصدد‬ 1508 01:18:59,250 --> 01:19:00,541 ‫لأن هذا ما أؤمن به.‬ 1509 01:19:26,958 --> 01:19:28,666 ‫شكرًا جزيلًا لكم و…‬ 1510 01:19:30,708 --> 01:19:33,666 ‫وإن كان هناك شيء آخر أودّ إضافته،‬ ‫فسأقول إن الحياة دائمًا،‬ 1511 01:19:33,750 --> 01:19:36,833 ‫وأعني دائمًا،‬ 1512 01:19:37,708 --> 01:19:38,708 ‫تستحق كل هذا العناء.‬ 1513 01:20:56,875 --> 01:21:01,875 ‫ترجمة "نُهى محمود"‬ 1513 01:21:02,305 --> 01:22:02,299 أدعمنا وأصبح عضو مميز url%للإزالة جميع الإعلانات%